قالت مصادر عربية إن وزراء الخارجية العرب سيبحثون خلال اجتماعهم المقبل في القاهرة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل للشعب السوري، فيما كشفت الصين عن زيارة وفد من المعارضة لبكين خلال هذا الأسبوع، في وقت جدد فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دعم بلاده للنظام السوري.
وبحسب صحيفة الشرق السعودية فإن بحث وزراء الخارجية مسألة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري يتوافق مع تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في إسطنبول قبل أسبوعين، التي أكد فيها أن قضية الاعتراف بالمجلس ستكون في إطار عربي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر -لم تسمها- تأكيدها أن وزراء الخارجية العرب سيبحثون حلولاً عاجلة "من شأنها وقف المجازر التي ترتكبها آلة القتل في سوريا"، في خطوة رأى بعض المراقبين أنها تأتي في مواجهة حق النقض (فيتو) الروسي الصيني في مجلس الأمن الدولي، الذي بات عقبةً أمام تحقيق المبادرة العربية.
من جانبه قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، إن المجلس يسعى لحماية السوريين عبر مجلس الأمن أو خارجه.
وأوضح الزياني أن قرار دول المجلس طرد السفراء السوريين من أراضيها واستدعاء سفرائها من دمشق "يمثل خطوة أولية فورية قبل اجتماع اللجنة الوزارية بعد غد السبت في الرياض"، الذي ستتم خلاله مناقشة خيارات عدة يمكن لدول الخليج العمل من خلالها لإيقاف نزيف الدم السوري.
وأشار في تصريحات لصحيفة "الوطن" السعودية نشرتها اليوم الخميس إلى أن كافة الخيارات ستناقش خلال الاجتماع "من أجل تحديد الخطوات العاجلة التي سيتم تنفيذها من خلال مجلس الأمن، إما بالتعاون معه أو العمل خارجه عبر حلول إقليمية تساهم في مساعدة الشعب السوري على الخروج من محنته".
اتصالات
بدوره كشف أحمد بن حلي -نائب الأمين العام للجامعة العربية- عن إجراء الجامعة اتصالات مع روسيا والصين بعد قرار مجلس الأمن بشأن المبادرة العربية الخاصة بسوريا.
وقال بن حلي لصحيفة الشرق الأوسط إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على اتصال دائم بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قبل وبعد زيارته لدمشق ولقائه بالرئيس بشار الأسد، حيث تم وضعه في الصورة بالنسبة للمباحثات التي جرت في دمشق، وبدوره سيبلغها الأمين العام لوزراء الخارجية العرب يوم الأحد المقبل.
وأوضح أنه تسلم رسالة من السفير الصيني توضح موقف بكين بالنسبة لحل الأزمة السورية.
المعارضة في الصين
وفي سياق متصل قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الخميس إن وفدا من المعارضة السورية زار البلاد هذا الأسبوع واجتمع مع تشاي جون نائب وزير الخارجية الصيني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو وي مين للصحفيين إن الصين ترغب في الحفاظ على الاتصالات والتواصل مع الجماعات السورية المعارضة.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري قالت الحكومة الصينية إنها تبحث إيفاد مبعوث إلى الشرق الأوسط لبحث الأزمة في سوريا. وعبرت عن رفضها للانتقادات التي وجهت إليها لاستخدام الفيتو ضد قرار بمجلس الأمن بشأن سوريا، وأصرت على أنها ملتزمة بمصالح الشعب السوري على المدى الطويل.
وفي روسيا أعلن رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) سيرغي ناريشكين أن المجلس يستعد لإصدار بيان خاص حول سوريا لحث الشعب السوري على تبنّي "مقاربة مسؤولة تجاه تحديد مصير دولتهم".
ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية عن ناريشكين قوله للصحفيين إن مجلس الدوما سيتوجه للشعب السوري ليطلب منه "تحسين الحوار من أجل وقف العنف"، وسيدعوه "لتبنّي مقاربة مسؤولة تجاه مصير الدولة وحمايتها". وأضاف أن النواب الروس قلقون إزاء الوضع في سوريا وسيناقشونه في جلسة اليوم.
دعم إيراني
بدوره أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لمفتي سوريا دعم إيران لنظام بشار الأسد بحسب ما أورده الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية.
وقال نجاد للشيخ بدر الدين حسون إن "الولايات المتحدة وحلفاءها يسعون إلى إثارة حرب جديدة في المنطقة لكسر خط المقاومة الإسلامية، وإنقاذ النظام الصهيوني (...) لكننا نعتقد أننا نستطيع مقاومتهم بالوحدة والحكمة".
ونقل الشيخ حسون الذي يزور طهران للمشاركة في مؤتمر دولي حول الوحدة الإسلامية، للرئيس الإيراني "شكر الرئيس بشار الأسد على موقف إيران" من سوريا.
وتأتي زيارة رئيس أعلى سلطة دينية في سوريا إلى إيران بينما اتهم الإخوان المسلمون في سوريا إيران ومعها روسيا والصين بأنهم "شركاء مباشرون في المذبحة البشعة التي تنفذ على شعبنا" من خلال تقديمهم "الدعم والسلاح والعتاد" لنظام الأسد.
ورفضت إيران، التي نفت باستمرار تقديم قوات أو أسلحة لسوريا، هذه الاتهامات
الجمعة مارس 16, 2012 12:05 pm من طرف الكنج