ندد الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس بـ"حمام الدم الرهيب" المستمر في سوريا، كما دعت أوروبا روسيا إلى مساندة قرار أممي بشأن الأزمة، بينما تستعد الجامعة العربية لإرسال بعثة المراقبين بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وعلى هامش لقائه في البيت الأبيض أمس مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، كرر أوباما دعوته للرئيس السوري بشار الأسد بالتخلي عن السلطة.
وقال "كلانا لديه مصلحة كبرى في توقف حمام الدم الرهيب الذي نشهده ونريد أن نرى انتقال السلطة من الحكومة الحالية التي تعتدي على شعبها".
من جانبها انضمت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى الأصوات الدولية التي تدعو روسيا إلى مساندة قرار في الأمم المتحدة يطالب الأسد بإيقاف حملته الدموية على المحتجين.
وقالت آشتون "رسالتي إلى زملائي الروس هي أن عليهم أن يقروا بما يجري على أرض الواقع، والنزول إلى الأرض"، مضيفة أنها تشعر بخيبة أمل من جراء الفشل في إصدار قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو الأسد إلى التنحي بعد أن استخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) لرفضه.
وقالت آشتون في زيارة للمكسيك "سنرى في الساعات والأيام القادمة ما يمكننا عمله"، في حين قالت تركيا إنها تريد استضافة مؤتمر دولي للاتفاق بشأن سبل وقف القتل وتقديم المساعدات.
المراقبون
في غضون ذلك قال ناطق باسم الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تطلب مزيدا من المعلومات من الجامعة العربية قبل أن تشارك في بعثة مشتركة من المراقبين إلى سوريا.
وقال الناطق مارتن نسيركي "يتعين الحصول على مزيد من المعلومات عن خطط الجامعة العربية".
وأوضح أن المنظمة الدولية تتابع المقترح الذي تقدم به الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في محادثة هاتفية مع بان كي مون الثلاثاء الماضي.
وقال نسيركي "نحتاج مزيدا من التفاصيل ليتسنى لنا بحث الأمور التي ربما تحدث أو التي ربما لا تحدث".
ولم يتضح بعد هل سيتعين أن يوافق مجلس الأمن على مشاركة الأمم المتحدة في مثل هذه البعثة، وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس والسفير الألماني بيتر فيتيغ إن حكومتي بلديهما تدرسان الفكرة التي عدها "واحدة من خيارات كثيرة".
اجتماع عربي
وفي الإطار نفسه قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي أمس إن وزراء الخارجية العرب سيبحثون الأحد المقبل بالقاهرة اقتراحا بإيفاد بعثة مشتركة من الجامعة والأمم المتحدة إلى سوريا.
وقال عبد الباسط سيدا عضو المجلس الوطني السوري ان اجتماعات وفد المجلس في الدوحة تهدف للبحث عن بدائل لحل الازمة السورية بعد استخدام روسيا والصين للفيتو في مجلس الامن.
وأضاف سيدا أن المجلس الوطني يريد أن يفهم العالم بأسره أنه يعول على الشعب السوري الذي يعرف كيف يحمي نفسه.
وفي الأثناء قال مساعد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث لـ "التلفزيون السوري" إن بعض الدول مارست ما وصفها بضغوط اقتصادية واجتماعية على دول في مجلس الأمن للموافقة على مشروع القرار العربي الغربي بشأن سوريا".
وكان نحو 165 مراقبا قد أرسلوا إلى سوريا، وكانت الخطة تقتضي زيادتهم إلى 200 فرد، وتحدث رئيس البعثة في بادئ الأمر عن تراجع في حدة العنف، لكنه أشار بعد ذلك إلى زيادته في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
وسحبت دول مجلس التعاون الخليجي الست والأردن والمغرب مراقبيها من البعثة، وسحب الأعضاء الباقون إلى الفنادق التي يقيمون فيها بسبب تصاعد حدة العنف، لكن بن حلي قال إن المراقبين الباقين حصلوا على إذن بمغادرة سوريا لفترة، وأضاف أنهم سيعودون بناء على القرار الذي سيتخذه الوزراء العرب، لأن هذا لا يعني سحب المراقبين.
وقال مصدر في الجامعة إن العاملين في غرفة العمليات الذين يتولون أمور الإمداد والانتقالات وقضايا أخرى بقوا هناك.
وقال دبلوماسي عربي إن الاجتماع الوزاري قد يصدر أيضا بيانا بشأن قرار روسيا والصين استخدام حق النقض الفيتو لإحباط مشروع قرار في مجلس الأمن استند إلى مبادرة الجامعة العربية التي كانت تحظى بدعم القوى الغربية، ولاقى (الفيتو) الروسي الصيني انتقادات بين العرب.