ماذا يختفي وراء عدم الإعلان الرسمي عن ترشح الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي لولاية ثانية وما هي استراتيجية ساركوزي وحزبه بعدم الإفصاح عن هذا الترشح ؟
قرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعدم الافصاح عن ترشحه لولاية ثانية -مع أن ترشحه بديهي- قد يحدث بلبلة في صفوف اليسار..ساركوزي يلعب على أعصاب منافسيه الذين لم يترددوا في التنديد باستخدام الرئيس لأموال دافعي الضرائب في حملته الانتخابية لأن كل ما يفعله كرئيس يحسب على خزانة الدولة..ومع أن عمليات استطلاع الرأي تعطي الأولوية لليسار في الدور الأول أي يوم 22 أبريل/نيسان المقبل فإن ساركوزي يردد في مجالسه الضيقة بأنه سيفوز في الاستحقاق الرئاسي..
ولكن السؤال الجوهري هو لماذا لا يصطف اليسار برمته وراء المرشح فرانسوا هولاند مثلما فعل مع فرانسوا ميتيران عام 1981,,,حزب جبهة اليسار برئاسة جون لوك ميلنشون يتحرك وكأنه سيفوز في الانتخابات...مرشحة قوة عمالية ناتالي ارتو ومرشح الحزب الجديد المناهض للراسمالية فيليب بوتو ومرشحة الخضر ايفا جولي يخوضون حملة منفصلة الواحدة عن الأخرى دون حديث عن تحالفات إلا في مرحلة ما بعد الجولة الأولى...
الواضح هو أن الأحزاب اليسارية الصغيرة ستحصل على نقاط سيفقدها المرشح الأبرز فرانسوا هولاند...تقاسم الأدوار يوحي بان هولاند هو المستفيد من حملات الأحزاب اليسارية..جون لوك ميلنشون تولى مهمة تفكيك برنامج اليمين المتطرف....الأحزاب الأخرى تركز على ضرب برنامج نيكولا ساركوزي...
اليمين فهم اللعبة وبالتالي يريد استفزاز المرشحين اليساريين حتى يقعوا في فخ الجدل حول الهوية وحول تركيبة المجتمع الفرنسي..هذا ما فعله الدماغ المفكر للرئيس الحالي ووزير الداخلية كلود غيان عندما صرح بأن حماية الحضارة الفرنسية ضرورة وأن الحضارات لا تتساوى...في حين نهض اليسار صفا واحدا ليذكر بتصريح ساركوزي في داكار عندما قال بان الرجل الأفريقي لم يدخل التاريخ وبتصريحات أخرى وصفت في حينها بالعنصرية...وهنا بيت القصيد..التركيز على ما قد يعتبره الناخب بتفاهات لأن ما يصبو اليه المواطن هو ظرفه الاجتماعي في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة...المعركة في العالم اقتصادية والتسييس قد يكون الفيروس الذي يقوض حظوظ اليسار...
الأربعاء مارس 21, 2012 2:21 am من طرف الكنج