تولى جان مارك أيرولت منتصف مايو/أيار 2012 منصب الوزير الأول في حكومة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند التي عُهد إليها إدارة شؤون البلاد حتى العام 2017.
وأُسندت إلى أيرولت -المقرب من هولاند- حكومة جل أعضائها من اليسار المعتدل، وتضم 34 وزيرا مناصفة بين الرجال والنساء. وقد حلت هذه الحكومة محل حكومة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي التي كان يرأسها فرانسوا فيون.
سياسي مخضرم
ويُعد جان مارك أيرولت اشتراكيا مخضرما حيث انضم إلى الحزب الاشتراكي عام 1972, وشغل مسؤوليات كثيرة حتى حصل على منصب رئيس الوزراء تحت إدارة الرئيس فرانسوا هولاند الذي أعاد الاشتراكيين إلى الإليزي بعد 17 عاما من هيمنة اليمين.
وقبل تعيينه رئيسا للوزراء, كان أيرولت يرأس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي في الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى للبرلمان) وذلك منذ العام 1997, كما كان عضوا في المكتب السياسي للحزب.
وباشر أيرولت بعد إعادة انتخابه عام 2007 على رأس الكتلة البرلمانية الاشتراكية، إصلاحات شملت العمل على تشكيل ما يشبه حكومة ظل مهمتها تقديم مقترحات مضادة لحكومة فيون.
وفي عام 1977 -أي بعد خمس سنوات فقط من انضمامه إلى الحزب الاشتراكي- انتُخب عمدة لمدينة سان هربلان، وكان وقتها في السابعة والعشرين من العمر، ليصبح أصغر عمدة لمدينة يزيد عدد سكانها عن ثلاثين ألفا.
وانتُخب أيرولت نائبا في الجمعية الوطنية عن الحزب الاشتراكي في الانتخابات التشريعية لعام 1986 التي شهدت فوز اليمين, وكان حينها في السادسة والثلاثين.
وبعد ثلاث سنوات, خاض أيرولت الانتخابات البلدية وفاز بمنصب رئيس مدينة نانت التي كان يسيطر عليها اليمين. وقد تولى هذا المنصب ثلاث مرات منذ العام 1989, وشهدت فترته ازدهارا للمدينة بما لم يدع للمعارضة مجالا كبيرا لانتقاده.
سابقة قضائية
وجاء تعيين أيرولت رئيسا للوزراء رغم صدور حكم قضائي ضده قبل سنوات، إذ حكم عليه عام 1997 بالسجن سبع سنوات مع تأجيل التنفيذ في قضية صفقة عمومية ببلدية نانت, بيد أنه تم إسقاط الحكم عام 2007.
وأكد أيرولت أن نظافة يده لم تكن قط موضع تشكيك, ونفى أن يكون الأمر متعلقا بالإثراء أو بتمويل سياسي.
واستغلت المعارضة اليمينية تعيين جان مارك أيرولت رئيسا للوزراء لانتقاد الرئيس فرانسوا هولاند، وقال السياسي من وسط اليمين هيرفي موران إن تعيين أيرولت في هذا المنصب أول طعنة للتعهدات التي أعلنها هولاند بجمهورية مثالية.
شخصيته وحياته
ولد أيرولت عام 1950 بمدينة موليفريي في غرب وسط فرنسا، وهو ينتمي إلى عائلة كاثوليكية, ولهذا انخرط منذ صغره في جمعيات كاثوليكية، قبل أن ينضم مطلع سبعينيات القرن العشرين إلى الحزب الاشتراكي.
ونال أيرولت شهادة جامعية في اللغة الألمانية من جامعة نانت, وبدأ التدريس عام 1973, وتزوج مدرّسة مثله.
وفي ما يتعلق بالخصال الشخصية لرئيس الوزراء الفرنسي, فيُعرف عنه بأنه خجول بعض الشيء, بيد أنه في المقابل مثابر في عمله.
ولذا كانت رئاسته للكتلة البرلمانية لحزبه موضع إشادة وإجماع، إلا أن منتقديه يقولون إنه لا يتوفر على الكاريزما اللازمة.