منذ أول ظهور له مع مرسيليا توقع المراقبون مستقبلا واعدا للاعب الأنيق سمير نصري، بل منهم من اعتبره خليفة النجم السابق زين الدين زيدان الذي سيقود فرنسا للألقاب. فهل يكون لقب كأس أمم أوروبا أولها؟
يعتبر سمير نصري، لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي والمنتخب الفرنسي، أحد أحسن لاعبي خط الوسط في أوروبا في الوقت الحالي. وقد استطاع نصري في وقت وجيز، وفي سن مبكرة، أن يقنع أكبر الأندية الأوروبية بمهاراته الفنية. فبعد بروزه مع ناديه الأم أولمبيك مرسيليا الفرنسي، بدأت تتوالى عليه العروض من كل البطولات الأوروبية. لكن عشقه للبطولة الإنكليزية حمله للتوقيع لفريق أرسنال الذي أمضى معه ثلاثة أعوام، قبل أن يلتحق بمانشستر سيتي، الذي فاز معه ببطولة الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم.
"اللؤلؤة الجديدة للميناء القديم"
لقد بدأ سمير نصري مداعبة الكرة في سن مبكرة مع أصدقائه في شوارع حي لاغافوت بيري(la Gavotte Peyret)، في مدينة مرسيليا، التي شهدت ولادته في 26 من يونيو/ حزيران 1987. وقد التحق سمير نصري بأكاديمية أولمبيك مرسيليا في سن الثالثة عشرة، بعد أن رصدته عيون مكتشفي المواهب الكروية، الذين يعملون لصالح النادي الفرنسي. والتحق سمير نصري بالفريق الأول لأولمبيك مرسيليا في الموسم الكروي 2004/2005، وخاض أول مباراة في الدوري الفرنسي وعمره لا يتجاوز السابعة عشرة، وتمكن بعد موسم واحد فقط أن يفرض نفسه كأحد العناصر الأساسية في تشكيلة الفريق.
وقد طور سمير نصري مستواه الفني بشكل مدهش خلال المواسم التي قضاها مع مرسيليا، الذي أطلق عليه جمهورها لقب "اللؤلؤة الجديدة للميناء القديم". وهو الوصف الذي كان يطلق على أسطورة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان، الذي يتقاسم مع سمير نصري الأصول الجزائرية والانتماء إلى مرسيليا، بوابة فرنسا على البحر الأبيض المتوسط.
التألق في الدوري الإنكليزي
وقد واصل سمير نصري تطوير أدائه الفني، بعد انتقاله إلى نادي أرسنال الإنكليزي في 2008 تحت إشراف مواطنه أرسن فينغر، المدير الفني للفريق اللندني. رغم أنه احتاج بعض الوقت للاندماج في أجواء الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليغ". وقد ساهم في تحقيق فريقه للعديد من النتائج الإيجابية سواء على صعيد الدوري أو في دوري أبطال أوروبا، مشكلا مع زميله السابق في الفريق واللاعب الحالي لبرشلونة، الأسباني سيسك فابريغاس، ثنائيا رائعا كان يضبط إيقاع خط وسط "المدفعجية". لكن شغف نصري بحصد الألقاب دفعه، لمغادرة أرسنال الذي لم يستطع أن يفوز معه بأي لقب طيلة ثلاث مواسم قضاها في صفوفه. وقد حط سمير نصري الرحال بمانشستر سيتي في بداية الموسم الكروي المنقضي، والذي فاز معه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وهو أول لقب في مسيرته الكروية على صعيد الأندية.
البحث عن التألق مع المنتخب
وإذا كان سمير نصري قد نجح في فرض وجوده داخل الأندية التي لعب لها، فإن مساره مع المنتخب الفرنسي لم يعرف لحد الآن هذا النجاح. حيث لم يأخذ فرصته كاملة مع المنتخب في فترة المدير الفني السابق للديوك رايموند دومينيك، الذي لم يمنحه فرصة اللعب في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2008 إلا ناذرا، بينما لم يوجه له الدعوة لحضور بطولة كأس العالم 2010، في خطوة فاجأت الرأي العام الرياضي الفرنسي.
ومنذ إشراف المدرب لوران بلان على المنتخب الفرنسي، بعد الخروج المذل من نهائيات كأس العالم الأخيرة، عاد سمير نصري، الذي اختير عام 2010 كأحسن لاعب فرنسي، للتشكيلة الأساسية للمنتخب. ويطمح نصري إلى التألق مع منتخب بلاده في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2012UEFA لمحو الصورة الباهتة التي ظهر بها في نهائيات كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، والتي خرج من دورها الأول باحتلاله المركز الأخير في مجموعته. فهل ستكون يا ترى البطولة القارية بداية انطلاق التألق مع المنتخب بالنسبة لسمير نصري، الذي وصفه النجم السابق للمنتخب الفرنسي زين الدين زيدان بــ "أمل الكرة الفرنسية"؟