بفضل موهبته الفريدة، استطاع عادل رامي أن يحرق المراحل خلال مسيرته الكروية. فبعد أن كان لاعبا مغمورا في بطولة الهواة، أضحى أحد أهم المدافعين في الدوري الفرنسي، قبل أن يخطف الأضواء في الدوري الاسباني ليصبح مطلوبا للكبار.
ارتفعت أسهم اللاعب السابق لفريق ليل الفرنسي عادل رامي منذ التحاقه للعب في صفوف فريق فالنسيا الاسباني مطلع الموسم المنصرم. وبات الدولي الفرنسي يشكل إلى جانب لاعب فريق ميلان الإيطالي فيليب ميكسيس ثنائيا صلبا، أعاد التوازن لدفاع المنتخب الفرنسي. بعد ما أصبح أحد أهم الأوراق في تشكيلة المنتخب، التي يعتمد عليها المدير الفني لوران بلان منذ توليه مهام تدريب منتخب الديوك عقب نهائيات كأس العالم 2010.
من الهواية إلى الاحتراف
وبدأ عادل رامي، الذي ولد في مدينة باستيا في 27 من ديسمبر/ كانون الأول عام 1985، مسيرته الاحترافية في سن متأخر نوعا ما. إذ لم يسبق له أن مر من أحد المراكز الاحترافية لتأهيل اللاعبين. وكان يمارس كرة القدم من باب الهواية في دوري الدرجة الرابعة الفرنسي ضمن فريق نجم فريجو (ةtoile FC Fréjus) المغمور، الذي التحق به عام 2003. لكنه استطاع بفضل إمكانياته العالية أن يقنع المدرب السابق لفريق ليل الفرنسي كلود بويل، الذي ضمه لفريق ليل الأول في موسم 2006/ 2007، وكان عمره حينها يتجاوز العشرين عاما.
وبعد مرور شهر على خوضه لأول مباراة في دوري الدرجة الأولى الفرنسية أمام فريق أوكسير، سيوقع عادل رامي أول عقد احترافي في مسيرته الكروية مع فريق ليل في يونيو/ حزيران 2007. وتمكن في وقت قياسي أن يفرض نفسه كأحد أفضل المدافعين في الدوري الفرنسي. وهو ما استدعى المدير الفني السابق للمنتخب رايموند دومينيك إلى توجيه الدعوة له لتعزيز صفوف المنتخب الفرنسي، في العشرين من مارس/ آذار 2008 حينما كان منتخب الديوك يستعد لمواجهة المنتخب الإنكليزي وديا، استعدادا لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2008.
الحضور مع المنتخب الفرنسي
ورغم أن عادل رامي لم يشارك في هذه المباراة، إلا أن حضوره ضمن التشكيلة المدعوة شكل مفاجأة بالنسبة للرأي العام الرياضي الفرنسي، خصوصا وأن عدد المباريات التي أجراها في الدوري الفرنسي لم يكن يتعدى حينها 17 مباراة. لكن عادل رامي سيسقط من خيارات دومينيك، الذي لم يستدعه للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2008 وبطولة كأس العالم 2010، رغم مواصلته تقديم عروض ممتازة في الدوري الفرنسي رفقة فريقه ليل الذي فاز معه في الموسم الكروي 2010 / 2011 بالثنائية. ويرجع سبب ذلك إلى وجود لاعبين متمرسين في خط الدفاع يتوفرون على رصيد أكبر من الخبرة مثل ويليام غالاس ومارك بلانوس وسيباستيان سكيلاتشي.
وفي الوقت الذي ظن فيه الكثيرون أن عادل رامي قد أخطأ الاختيار بقراره اللعب للمنتخب الفرنسي، وأنه قد فوت على نفسه فرصة اللعب الدولي برفضه الانضمام للمنتخب المغربي، جاء الخروج المهين للمنتخب الفرنسي من نهائيات كأس العالم الأخيرة، ليفتح الباب من جديد أمام هذا المدافع الصلب ليكون أحد أهم الركائز الدفاعية في المنتخب الفرنسي، الذي يدخل نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2012 UEFA للبحث عن لقبه القاري الثالث، بعد لقبي 1984 و2000.
لفت اهتمام الأندية الكبرى
وقد شارك عادل رامي في 20 مباراة دولية مع المنتخب الفرنسي لحد الآن، وخاض 33 مباراة مع فالنسيا في بطولة الدوري المحلي، وسبع مباريات في الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ). وقد سجل رامي هذا الموسم سبعة أهداف، أربعة منها ضمن مباريات الدوري الأوروبي. وإضافة إلى حسه التهديفي، يمتاز عادل رامي بلعبه الأنيق وتموضعه الجيد داخل الملعب، وطريقته الذكية في استخلاص الكرة من الخصم، ومساهمته في بناء العمليات الهجومية انطلاقا من مناطق الدفاع. ولرامي قدرة هائلة في حسم الصراعات الثنائية على الكرة لصالحه، معتمدا في ذلك على بنيته الجسمانية القوية وطوله الفارع (1.90 متر).هذه الصفات جعلت من عادل رامي أحد أبرز المدافعين في العالم حاليا، إذ أصبح محط اهتمام الأندية الأوروبية الكبرى، بعد أدائه الملفت مع فالنسيا سواء في الليغا الأسبانية أو في بطولة الدوري الأوروبي.
وبحسب تقارير صحفية بريطانية، فإن مانشيستر يونايتد مهتم بضم اللاعب لصفوفه خلال مرحلة الانتقالات الصيفية. وكانت إدارة مانشستر يونايتد قد تابعت الدولي الفرنسي عن قرب في المباراة التي جمعت فريقه فالنسيا مع ستوك سيتي الإنكليزي في بطولة الدوري الأوروبي. وليس فقط مانشستر يونايتد من أبدى اهتمامه برامي، بل سبقه إلى ذلك برشلونة الذي يبحث عن بديل لكارليس بويول الذي شارف على الاعتزال. وفي إحدى حواراته مع صحيفة "سبورت الكتالونية"، رحب عادل رامي باهتمام برشلونة بشخصه، واعتبر ذلك "شرف عظيم بالنسبة له". كما تحدثت تقارير صحفية أخرى عن اهتمام كل من أرسنال الإنكليزي وأسي ميلان الإيطالي إضافة إلى باري سان جيرمان الفرنسي باللاعب ذي الأصول المغربية.
ويصعب التكهن إن كان نادي فالنسيا سيصمد في وجه هذه العروض التي يتلقاها عادل رامي، الذي تبلغ قيمته الحالية في سوق الانتقالات 14 مليون يورو، بحسب موقع Transfermarkt.de الرياضي المتخصص. وهو مبلغ كبير بالنسبة للاعب يلعب في مركز الدفاع. وأمام عادل رامي، الذي كانت صفقة انتقاله إلى فالنسيا في حدود ستة ملايين يورو، فرصة ذهبية خلال نهائيات كأس الأمم الأوروبية UEFA 2012، للرفع من قيمته وتأكيد أحقيته بحمل قميص الأندية العملاقة التي تخطب وده.
الخميس يوليو 05, 2012 2:42 am من طرف محمود ابو السعود