يعتبر سامي خضيرة أحد الوجوه القيادية داخل تشكيلة المنتخب الألماني، التي يعول عليها للظفر بلقب كأس الأمم الأوروبية. فبعد إحرازه هذا اللقب القاري مع منتخب الشباب لأقل من 21 سنة، يسعى خضيرة لإعادة الكرّة مع المنتخب الأول.
بدأ لاعب المنتخب الألماني سامي خضيرة، المولود في الرابع من أبريل/ نيسان عام 1987 في مدينة شتوتغارت لأب تونسي وأم ألمانية، مسيرته الكروية في سن الخامسة مع فريق "تي فاو أوفينغن" (TV Oeffingen). والتحق بنادي شتوتغارت بعدما أكمل عامه الثامن. ولعب سامي خضيرة في جميع الفئات العمرية لنادي شتوتغارت إلى أن التحق بالفريق الأول في الموسم الكروي 2006-2007. وهو نفس الموسم الذي توج فيه شتوتغارت بلقب الدوري الألماني (بوندسليغا). وساهم خضيرة بشكل مباشر في فوز فريقه بلقب الدوري، بعدما سجل بنفسه الهدف الحاسم، الذي منح شتوتغارت البطولة في التاسع عشر من مايو/ أيار 2007، أمام فريق إينرغي كوتبوس.
الانضمام إلى المنتخب الألماني
وكان خضيرة قاب قوسين أو أدنى من لعب أولى مبارياته الدولية مع المنتخب الألماني في أغسطس/ آب 2007، وهو العام الذي عرف بزوغ نجمه. لكن الإصابة حرمته من لعب المباراة الودية التي جمعت المنتخب الألماني بنظيره الإنكليزي على أرضية ملعب ويمبلي الجديد. بعدها، كان على خضيرة أن ينتظر عامين كاملين ليأخذ فرصته من جديد للعب مع المنتخب الألماني الأول. وتأتّى له ذلك، في سبتمبر/ أيلول 2009 في ليفركوزن، حيث أجرى أول مباراة دولية له أمام منتخب جنوب إفريقيا. وجاءت دعوة سامي خضيرة للعب في صفوف المنتخب الأول، بعدما قاد المنتخب الألماني لأقل من 21 سنة للفوز بلقب بطولة كأس الأمم الأوروبية للشباب التي أقيمت في السويد في يونيو/ حزيران 2009.
التألق في نهائيات كأس العالم
وكانت الانطلاقة الحقيقية لسامي خضيرة مع المنتخب الألماني في بطولة كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا. هذه البطولة التي عرفت تألق خضيرة الذي كان أحد أبرز اللاعبين في المنتخب الألماني. وتوج خضيرة مشاركته في كأس العالم بتسجيله لهدف الفوز لفريقه في مباراة تحديد المركز الثالث أمام الأوروغواي التي انتهت بفوز المانشافت بنتيجة 3/2. واستطاع خضيرة بفضل آدائه المتميز في أول بطولة لكأس العالم يشارك فيها، إلى لفت أنظار مدرب ريال مدريد جوزيه مورينيو، الذي ضمه لصفوف النادي الملكي.
إثبات الذات وإحراز لقب الليغا
وبعد انتقاله لريال مدريد في الموسم الكروي 2010-2011، كان الجميع يشكك في قدرة الفتى القادم من شتوتغارت في إثبات ذاته في فريق عملاق من حجم ريال مدريد يعج بالكثير من النجوم. لكن سامي خضيرة فند كل التوقعات، واستطاع بفضل قدراته البدنية وانضباطه التكتيكي وقدرته الهائلة في قراءة تحركات الخصم على الملعب، أن يفرض وجوده في التشكيلة الرسمية للفريق الملكي. وأصبح أحد أهم ركائزه في خط الوسط إلى جانب تشابي ألونسو، وزميله في المنتخب الألماني مسعود أوزيل.
وبعد إحرازه لبطولة الدوري الألماني عام 2007 مع فريقه السابق شتوتغارت، هاهو سامي خضيرة يفوز ببطولة الدوري الأسباني لهذا الموسم صحبة فريقه ريال مدريد. ليصبح ثامن لاعب دولي ألماني يتوج مع ريال مدريد بالبطولة المحلية بعد غونتر نيتسر وأولي شتيلكه، وباول برايتنر، وبيرند شوستر، وبودو إيلغنر، وكريستوف ميتسلدر، بالإضافة إلى زميله الحالي في النادي والمنتخب مسعود أوزيل. ولعب سامي خضيرة دورا حاسما في فوز ريال مدريد بلقب الدوري، بعد تسجيله أحد الهدفين، الذين مكنا الفريق الملكي من الفوز على غريمه برشلونة في عقر داره، ليحسم في اللقب، بعد أن رفع الفارق بينهما إلى سبع نقاط على بعد ثلاث مراحل من انتهاء الليغا الأسبانية.
البحث عن أول تتويج مع المنتخب
ويتطلع سامي خضيرة بشغف كبير إلى إضافة لقب آخر إلى سجله، وتبدو الفرصة مواتية أمامه في بطولة كأس الأمم الأوروبية UEFA 2012الحالية لتحقيق حلمه بالتتويج بأول لقب له مع المنتخب الألماني. وكان خضيرة قد عبر عن رغبته مرارا وفي عدة تصريحات لوسائل الإعلام الألمانية قبل بدء المنتخب الألماني استعداداته للبطولة. وقال في إحداها إنه "لن يرضى عن اللقب بديلا" مؤكدا على أنه وزملاءه "يعرفون الآن كيف يتعاملون مع الضغط"، الذي يصاحب مثل هذه التظاهرات، خاصة وأن لاعبي المنتخب الألماني اكتسبوا خبرة أكبر بعد مشاركاتهم في نهائيات كأس العالم 2010 وكأس الأمم الأوروبية 2008.