قد تصبح بطولة الأمم الأوروبية 2012 فرصة ذهبية أمام إبراهيم أفيلاي المغربي الأصل، لينضم إلى صفوف كبار نجوم أوروبا، فتألقه في مباراة إيرلندا الشمالية يفتح الباب أمامه ليصبح رقم مهما في معادلة المدرب الهولندي فان مارفيك.
لا يختلف اثنان أن المهاجم الهولندي من أصل مغربي، إبراهيم أفيلاي، يعد إلى جانب سامي خضيرة وكريم بنزيمة وسمير نصري من أبرز اللاعبين المحترفين من أصول عربية في الدوري الأوروبي وتحديدا في صفوف برشلونة الإسباني. بيد أن إصابته في الرباط الصليبي أبعدته لعدة شهور عن العشب الأخضر وحرمته من المشاركة في جل مباريات موسم 2011/ 2010، وإلى غاية اللحظة لم يلعب مع فريقه الاسباني سوى أربع مباريات فقط. في حين كان نجمه قد بزغ ولسنوات مع ناديه الأصلي أيندهوفن الهولندي الذي فاز معه بأربع ألقاب للدوري ولقب الكأس وكأس السوبر.
وقبل أسابيع قليلة من انطلاق نهائيات كأس الأمم الأوروبية في الثامن من الشهر الجاري في بولندا وأوكرانيا، تحدث إبراهيم إلى وسائل الإعلام قائلا، إن "لاعب كرة القدم لا يمكنه أن يفقد إحساسه بالكرة". وأضاف أن الإصابة شدت من عزيمته وجعلته "أقوى بدنيا ونفسيا". وهذا ما أثبته فعليا في المباراة الودية التي خاضها المنتخب الهولندي ضد منتخب أيرلندا الشمالية في الثاني من الشهر الجاري، حين أبان الأخير على علو كعبه وأحرز هدفين لصالح منتخب بلاده الذي أنهى المباراة بفوز ساحق (6-0). ويرجح المراقبون أنه وبعد أداء قوي لأفيلاي في ذلك اللقاء بات من المنطقي أن يدرج المدرب بيرت فان مارفيك اسمه ضمن التشكيلة الأساسية عند انطلاق منافسات الدور الأول لبطولة كأس الأمم الأوروبية 2012.
"جوهرة الريف"
ومن غير المستبعد أن يلعب أفيلاي في البطولة الأوروبية الحالية وعكس البطولات السابقة (2008 و2010) دورا مهما ويصبح من الوجوه الحاسمة داخل المنتخب البرتقالي، لاسيما أنه يملك إمكانيات عالية. فـ "جوهرة الريف"، كما يروق لسكان منطقة الشمال الأمازيغية بالمغرب -موطن أبويه الأصلي- تسميته، يلعب في مراكز متعددة، فتارة يلعب في مركز الجناح الأيمن والأيسر وتارة أخرى في خط الوسط أو كرأس حربة. كما يتميز بسرعته العالية وقدرته على التحكم في الكرة والمرواغة، فضلا عن تسديداته القوية للكرات بالقدم اليسرى واليمنى وقدرته العالية على قراءة اتجاه اللاعب.
كل هذه الخصائص والإصرار الذي أبداه "إيبي" في مرحلة الاستعدادات لبطولة كأس الأمم الأوروبية 2012، تظهر نيته ترك بصمات واضحة في بولندا وأوكرانيا، فهو يبحث عن اختراقة تضعه في صفوف كبار نجوم القارة العجوز، ما قد يساعده على تثبيت قدميه أيضا في نادي برشلونة الموسم القادم.
وإلى جانب كونه لاعب مميز، يحظى أفلاي أيضا بشعبية كبيرة في أوساط الشباب الأوروبي من أصول عربية. فهو يمثل بالنسبة لهم نموذجا ناجحا لشاب عربي مسلم يتشبث بجذوره الثقافية في بلاد المهجر، إذ بالإضافة إلى إمكانياته ومواهبه الكروية، يواظب لاعب برشلونة على ممارسة شعائره الدينية، بما في ذلك الصوم خلال البطولات المحلية أو القارية. كما عزز ظهور والدته المحجبة على ملعب كامب نو إعجاب الجالية المسلمة. ولم يقطع اللاعب علاقاته مع أبناء الحي في مدينة أوترخت الهولندية مسقط رأسه، كما أنه شيد ملعبا صغيرا للأطفال في مدينة الحسيمة شمال المغرب.