أفاد استطلاع رأي بمناسبة الذكرى الخمسين لإقرار استقلال الجزائر في 19 مارس بأن ستة أعشار الفرنسيين يعتبرون استقلال الجزائر أمرا جيدا لفرنسا، بينما يؤيد ثمانية أعشار إحياء الذكرى رسميا، غير أن الحكومة الفرنسية ترفض ذلك.
يرى معظم الفرنسيين اليوم في استقلال الجزائر أمرا إيجابيا بالنسبة لبلدهم، ويتقاسم 57 في المائة هذا الرأي بحسب ما أفاد به استطلاع أجراه معهد إيفوب الفرنسي بمناسبة الذكرى الخمسين لاتفاقيات إيفيان، التي أقرت في 19 مارس 1962 وقف إطلاق النار بين جبهة التحرير الجزائرية والحكومة الفرنسية.
وتسجل هذه النسبة تغيرا واضحا في الرأي العام الفرنسي إزاء استقلال الجزائر، بحيث بلغت هذه النسبة 38 في المائة فقط في مايو 1972، أي بعد مرورعشر سنوات على انتهاء حرب التحرير الجزائرية.
وفي هذا السياق أفاد استطلاع آخر للمؤسسة ذاتها بأن 81 في المائة من الفرنسيين يؤيدون إحياء ذكرى وقف إطلاق النار بصفة رسمية من طرف الدولة الفرنسية وبحضور الرئيس الفرنسي لتكريم ما يقارب الثلاثين ألف جندي فرنسي الذين قتلوا في شمال إفريقيا. غير أن وزارة الدفاع الفرنسية أعلنت الجمعة (16 مارس 2012) في بيان رسمي قرارها بعدم تنظيم احتفالات رسمية على الصعيد الوطني في هذا الصدد.
ومن جانب الجزائر، حيث يتم الاستعداد لإحياء الذكرى 50 لعيد النصر الموافق للتاريخ نفسه والذي مهد لاستقلال البلاد في 5 يوليو 1962 بعد 132 سنة من الاستعمار الفرنسي، أكد وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية أن المجاهدين الجزائريين الذي خاضوا حرب التحرير لم يرتكبوا جرائم في كفاحهم ضد المستعمر الفرنسي، وذلك في رد على تصريح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي أعلن الأسبوع الماضي أن فرنسا "لا يمكن أن تعتذر عن حرب الجزائر التي شهدت تجاوزات وأعمالا وحشية من الطرفين".
يذكر أن موضوع حرب الجزائر يثير حساسيات كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية في فرنسا، حيث لم يتم الاعتراف بهذه الحرب إلا في سنة 1999، بعد أن كان المصطلح الرسمي المطبق عليها لأكثر من أربعة عقود هو العمليات في الجزائر.
الثلاثاء مارس 20, 2012 6:44 am من طرف mohammad alrshede