من أهم الآفات التي يتعرض لها الوطن العربي في الآونة الأخيرة هي آفة الدعارة بكافة أشكالها ، و التي بات انتشارها كالطوفان الجارف لا يقف أمامه لا شرع و لا قانون .
نحن نعيش الآن في عصر غابت فيه شمس القيم النبيلة و ظهرت عوضا عنه ظلام الأخلاق الفاسدة التي جرفت امامها كل شيء جميل و بسيط ، فقد حلت قيم محل قيم... قيم الانحلال و الدياثة محل قيم الشرف.... قيم الكذب و الخداع و الإضرار بالناس محل قيم الأخلاق .... قيم التكنولوجية المخربة بدلا من الأدب ......
كلمة الدعارة: كلمة تدل على انحراف في سلوك الإنسان عن الطريق الصحيح للفطرة الإنسانية
وللأسف الشديد أن بعض الحكومات باتت تبارك وتساعد على انتشار دور الدعارة وتعطي عليها التصاريح سواء كانت ظاهرة أم باطنة. وتكاد لا تخلو بلد إسلامي من دور الدعارة برغم الحرب المعلنة عليها .
و للآسف أخذنا نسمع عن بلدان عربية مسلمة تروج لهذه المهنة و تشجع عليها حيث تقوم بإعطاء الفتاة المسلمة بطاقة تستطيع من خلالها ممارسة مهنة الدعارة - أعزكم الله - وتسمى بطاقة سياحية وهي في الأصل دعوة للدعارة ونشر الرذيلة والفساد. و ليس الأمر كذلك بل باتت مواقع الدعارة تغزو عالم الانترنيت و للأسف يوجد الكثير من البطلات اللواتي يقمن بهذا الدور هن فتيات مسلمات تاجرن بأجسادهن مقابل ثمنا بخيثا.
و قد سمعت عن قصص كثيرة في مجتمعنا سواء في سورية أو غيرها من البلاد العربية عن فتيات دخلنا في سلك الدعارة إما خارج عن إرادتهم و كن ضحية لصغائر النفوس و معدمين الضمير و هن أبرياء و لكن قد قضي على حياتهن من قبل المجرمين و السفاحين و من هذه القصص:
- فتاة ملتزمة ذهبت لتعمل بأحد الشركات المعلنة عن وظائف . و أثناء المقابلة تم إعطاء الفتاة كاس شراب و لا تدري ما فيه . و ما ان شربت هذه الفتاة الكأس حتى غطت في سبات عميق. بعدها تم سلبها و الاعتداء عليها و تصويرها. و عندما استيقظت وجدت نفسها مستسلمة تحت تهديد المجرمون فاضطرت للاستسلام خشية الفضيحة و استخدمت كوسيلة لممارسة الدعارة .
- فتاة طاهرة أحبت شاب بأحاسيسها النبيلة و الصادقة و هذا الشاب كان يواعدها للزواج منها و لكن في الواقع كان يضحك عليها فخدعها و أيضا نال منها ما نال و كان قد سجل صوتها و صورها ليهددها في حال عصت له أمرنا و كانت النتيجة تدميرها و قيادتها إلى أماكن الدعارة لتمارسها على أصولها بعد أن فقدت تلك الفتاة كل رغبة في الحياة ...ترى من المسؤول عن دمارها ؟؟؟؟؟؟.
اب ديوث يقود بناته لبيوت الدعارة بيده ليشتري بيهن ثمن قليلا. فهو لا يريد ان يعمل حيث أنه يملك وسيلة كبيرة لجلب أموال طائلة و هي المتاجرة بأجساد بناته .... وقانا الله
توافد الخادمات السيرلنكيات و الفلبنيات و الاندنوسيات و هن مسلمات جئن لتحصيل لقمة العيش و إذا بهن يقعن في براثن المكتب الذي جئنا عن طريقه فينتقي صاحبه أجملهن لينال منهن ثم يوظفها بعد تدريبها للعمل في مسالك الدعارة
و أما فتيات يدخلن في سلك الدعارة بارادتهن لفقر نفوسهن و للسعي للحصول على المال و خصوصا بعد أن دربنا أنفسهن على هذه المهنة من رفاق السوء أو أفلام الدعارة التي تعرض على الانترنيت و الدش فما كان لها إلا أن أطلقت العنان للحيوان الساكن في داخلها لتعبير عن رغباتها المتأججة من جراء المشاهدة المتكررة للأفلام و غيرها .
و كثيرة هي الأمثال:
لبنان نموذج لكثير من فتيات يتاجرن بأجسادهن إما للمتعة أو للمال و هن منتشرين في كل مكان و يعتبرن هذا الشيء من لون العصر و المرأة في رأيهم يجب ان تتحرر من كل قيود تقف في سبيل تقيد حريتها الجنسية.
و أنا بنفسي شاهدت موضوعا في تلفزيون لبنان يناقش موضوع المعاشرة الجنسية قبل الزواج من حيث إيجابياته و سلبياتها ....... تصوروا نحن المسلمون نصرح بهذه المواضيع علنا.
في سورية: يوجد أماكن خاصة للدعارة يتم جلب فتياتهم من روسيا و اوكرانيا و ارمينيا...... و هن من أجمل البنات
في البحرين يوجد تجمعات خاصة و فنادق خاصة لممارسة الدعارة يتم جلب بناتهن من تيلاند و روسيا و لبنان ....... و يتوافدها السعوديين و الأجانب المقيمين في السعودية . حيث جماعة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر يعاقبنا على ظهور الفتيات متبرجات او حتى ظهورهم في الشوارع. فتكون البحرين الملاذ لهم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.
في المغرب العربي: حدث و لا حرج فالموضوع على وشك أن يصبح شيء طبيعي فبنات المغرب بشكل عام يوصفن بالمومس و قد قرأت قصة عن فتيات مغربيات نظمت من قبل منظمات اسرائيلة اصبن بالايدز و تم اطلاقهن في المجتمع الخليجي لتفتك بالنفوس الصغيرة. و غيرها من القصص المريرة التي تدبح الفؤاد لما أل أليه مجتمعنا الاسلامي. بالاضافة الى الفضيحة الكبرى التي الكشف عنها شبكات دعارة في دول الخليج تم القبض على بعضهن نتيجة استثمار المغربيات و الضحك عليهن للعمل بشكل واسع في هذا المجال. سوف أتي على ذكر التقرير لاحقا.
ترى هل هذه الآفة السقيمة جاءت بمحض الصدفة ام هناك اسباب ساعدت في ظهورها و انتشارها.
نعم هناك أسباب و يمكنني ان ألخص بعضها من وجهة نظري و هي:
- الابتعاد عن الدين: أدى إلى تفكك الروابط الأسرية بين الآباء و الأبناء و تلاشي دور مراقبة الآباء على الأبناء بل و تشجيعهم على الرذيلة إما بشكل مباشر او غير مباشر. حيث أصبحنا نشهد صديق العائلة سواء للفتاة أو الفتاة ( البوي أو الكير فرند(
- ارتفاع نسبة الإناث على الذكور:
وهي من علامات الساعه لقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم
ويكثر الهرج حتى يصبح لكل 50 امراة القيم الواحد
والهرج هنا القتل
وهذا سبب كبير وراء الدعارة القادمة من النساء حيث ان عددهن كبير والشهوات عظيمة .
- الفقر:
حيث ان فاقة الفقر تدفع بعض النساء الزانيات مما أغواهن الشيطان إلى الطريق الإثم لاكتساب المال . وكذلك الأمر بالنسبة للشباب لا يملكون ما يمكنهم من الزواج فيلجؤون إلى الحرام ودائما الحرام مزين من قبل الشيطان.
- الغناء الفاحش و الفراغ
يدفع بالشباب إلى البحث عن ملئ هذا الفراغ و ذلك بالتردد إلى أماكن المجون و اللهو و إنفاق المال على هذه النساء الداعرات المخصصة لاستنزاف المال .
- دعوات تحرر المرأه :
وتأثيرها أعظم ما يكون للنساء المتزوجات حيث أصبحن يستطعن الخروج والعمل ومرافقة الزملاء في العمل مما أعطى الشيطان أفضلية بالمقارنة مع الأزواج وبالتالي الإعجاب يسيطر والحب متوفر وان كن متزوجات وبالتالي يقع المحذور فتغرق فيه , فيصبح التفكير من إشباع شهوة إلى إشباعها واكتساب المال أيضا من هؤلاء الخراف المسمون الرجال الراكضين وراء الشهوة .
- انحصار فكرة تعدد الزوجات :
بالتالي تكثر العوانس بكثرة النساء وقلة الرجال
- غلاء المهور :
هذا يدفع الرجال إلى العزوف عن الزواج رغما عنهم في البلاد العربية
وبالتالي تدفعهم الشهوة إلى الركض وراء الغوايا و نساء السوء .
- الإعلامي الغربي الذي يروج أفلام الدعارة في كل الدول العربية. فقد اكتشفوا أعداء الإسلام أن قوة السلاح العسكري لا تضعف مقاومة الشباب العربي. فلجوا إلى سلاح فتاكا و هو استثمار المرأة في تدمير عقول الشباب عن طريق الإغواء و الدعارة و فعلا نجحت.
يقول القس زويمر : كأس وغانية تفعلان بالأمة المحمدية ما يفعله رشاش ومدفع ، وقد نجحوا في إفساد المجتمعات الإسلامية عامة فضللوا النساء وجعلوا الفتاة المسلمة تخرج بلا قيود بلا دين فرأينا كثير من المسلمات يرتادون بيوت الدعارة طلباً للمال والمتعة الحرام وقد يكون للفقر دور كبير في ذلك الأمر.
- اللهث وراء النظام الغربي (الإصلاح)الجديد ,,, نعم هذا هو الإصلاح البعيد عن القيم و الأخلاق والبعد عن العائلة و العادات العربية الأصيلة بحجة الحرية تلك الحرية التي أرادها الغرب للإسلام , الحرية التي تجعلك عبد لشهواتك
إن انتشار الفواحش علانية خلق أمراضاً لم تكن في أسلافنا و هي أمراضاً لا حصر لها مثل الزهري و السلس و تأكل الأعضاء التناسلية و أخطرها الإيدز المرض الذي لم يستطيعوا أن يجدوا له علاجاً إلى يوما هذا. و الذي هو عقاب رباني عادل لمن خرج عن الفطرة السليمة إلى الانحراف و الشذوذ.
يقول الله تعالى" لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة و ساءت سبيلا"
كيف يمكننا القضاء على هذه الظاهرة المتفشية أو على الأقل تحجيمها:
- العودة إلى الدين الصحيح المستند على شرائع و تعاليم الإسلام.
- تربية الأبناء على الطاعة و الالتزام و حسن الأخلاق و تعظيم قيمة الشرف سواء بالقول أ و الفعل.
- توعية الأهل لأبنائهم لقضايا الجنس و إعطائهم المعلومات الصحيحة المناسبة لأعمارهم كي لا تصل من خارج البيئة مشوهة فيصيبها الانحراف .
- فرض الحكومة عقوبات قاسية على أصحاب مهن الدعارة و فضحهم بكل الوسائل الإعلامية ليكون موعظة للآخرين.
- حث الأغنياء على الإنفاق في مشاريع خيرية لرعاية الشباب الفقراء بتوفير لهم فرص عمل تضمن لهم العيش حياة كريم و تساعدهم في أمور الزواج.
- تسيير أمور الشباب للزواج سواء كان في خفض المهور أو تعدد الزوجات إن كان بهدف ستر البنات لا المتعة الخاصة، او قيام الحكومات بتأمين سكن الشباب بأجور بخيثة .
- الاختلاط ثم الاختلاط ( بين الجنسين) ...... احذركم منه فهو منبع الآثام و المعاصي.
و أختم مقالي بعبرة و حديث نبوي و دعاء
الشهوة الاثمة و المباحة هي حلاوة ساعة ثم مرارة العمر كله .... فلا تجعل عمرك مر و انت تجترعه للحظة شيطانية هامسة و عابرة.
قال الرسول عليه الصلاة و السلام: الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر" فتدبروا معنى هذا الحديث يراعكم الله
اللهم اهد شباب الأمة الإسلامية عامة واهد فتيات الأمة الإسلامية عامة واهدهم إلى طريق الحق وباعد عنهم الفواحش ماظهر منها ومابطن ، وأصلح اللهم ولاة أمور المسلمين واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
موضوع شائك و جريئ و لكن اصبحنا نشاهد صوره و نلمس أثاره يوما بعد يوم. لذلك لم لا بد من الحديث عنه .
بانتظار ردودكم الطيبة و تفاعلكم مع الموضوع بشكل ايجابي
السبت مارس 03, 2012 12:19 pm من طرف الكنج