تبين من الآثار التي جرى التنقيب عنها بأن تاريخ المسلمين في بريطانيا يعود إلى أكثر من 1000 عام مضى.
فاكتشاف حُلية يعود تاريخها إلى القرن التاسع منقوش عليها البسملة "بسم الله الرحمن الرحيم" في جنوب شرق أيرلندة، وعملات يعود تاريخها إلى القرن الثامن أيام حكم الملك أوفا ممهورة بكلمات الشهادة، إنما هي بعض اللمحات الفريدة لتاريخ لا يُعرَف عنه الكثير.
لكن لم يبدأ وصول أول مجموعة كبيرة من المسلمين إلى بريطانيا، قادمين من الهند، إلا في بداية القرن الثامن عشر. وطوال المئتي عام التالية أدت التجارة والأعمال التجارية إلى زيادة الاحتكاك ما بين بريطانيا والدول الإسلامية، وخصوصا حين بدأت السفن التجارية البريطانية باستئجار بحّارة من الخارج للعمل على متنها. وبحلول عام 1842 كان يزور بريطانيا كل عام حوالي 3000 من البحّارة المسلمين - كانوا يعرفون باسم "اللسكريين" - وبعضهم تزوجوا واستقروا هنا في مدن مثل كارديف وليفربول وغلاسغو ولندن.
الجاذبية المتنامية للدين الإسلامي كانت إلى درجة أن عددا من البريطانيين المرموقين اعتنقوا الإسلام. من بينهم نخص بالذكر لورد هيدلي، وهو البارون الخامس لهيدلي ومهندس مدني شهير بنى الطريق ما بين بارامولا وسريناغار في منطقة كشمير الجبلية؛ ووليام كليام، وهو محام وشاعر أسس أول مسجد بريطاني؛ والروائي ومترجم القرآن الكريم محمد مارمادوك بيكتول. وتم افتتاح أول مسجد بُني لهذا الغرض في ووكينغ، سَري، عام 1889.
بدأت حملات الهجرة الكبيرة التي قام بها المسلمون إلى بريطانيا في الخمسينيات من القرن الماضي. حيث استجاب المهاجرون - وغالبيتهم من جنوب آسيا - للحاجة لسد النقص بالأيدي العاملة عقب الحرب العالمية الثانية، واستقروا بشكل أساسي في المناطق الداخلية من مدينة لندن، وفي المدن الصناعية الواقعة في إقليم وسط إنجلترا، وفي مدن صناعة الأقمشة في لانكشاير ويوركشاير وستراثكلايد.
يقدر عدد المسلمين في بريطانيا، وفق إحصاء عام 2001، بحوالى 1.6 مليون مسلم، 50% منهم من مواليد بريطانيا.
أما اليوم فتعود أصول المسلمين الذين يعيشون في بريطانيا إلى مجموعة واسعة من الخلفيات القومية والثقافية. بل ويضم هؤلاء المسلمين عددا كبيرا ممن اعتنقوا الدين الإسلامي من أصول بريطانية وأوروبية. يعيش المسلمون في جميع أنحاء بريطانيا، رغم أنهم يتمركزون بأعداد كبيرة في مدن لندن ومانشستر وبرمنغهام وبرادفورد.
الأحد مارس 04, 2012 11:40 am من طرف السعيد