ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الاثنين، أن الخطة المحتملة للضربة العسكرية الإسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، أضحت مصدراً لنقاش واسع فى الولايات المتحدة، حيث يطرح المحللون هناك تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تمتلك من القدرات العسكرية ما يمكنها من القيام بتلك الخطوة.
وأوضحت الصحيفة، أن أحد المخاوف التى تعترى البعض فى هذا الصدد هو أن تضطر الولايات المتحدة التدخل لإنهاء العملية العسكرية، فى مهمة يراها بعض المحللين فى مجال الدفاع، أنه حتى مع وجود ترسانة كبيرة من الطائرات والذخيرة لدى الولايات المتحدة، إلا أن الأمر قد يتطلب عدة أسابيع فى سبيل إنهائها، إلى جانب مخاوف من رد انتقامى إيرانى محتمل.
وأشارت الصحيفة إلى ما جاء على لسان رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية السابق، ميشيل هايدن، الشهر الماضى، بأن نوعية الضربات الجوية التى تستطيع أن تلحق أضراراً جدية لبرنامج إيران النووى "تفوق قدرة إسرائيل"، وذلك نظراً للمسافة التى ستحتاج الطائرة الإسرائيلية إلى تجاوزها فى سبيل بلوغ أهدافها، فضلاً عن حجم المهمة ذاتها.
من ناحية أخرى، رأت الصحيفة الأمريكية أن أفضل الطرق لضربة جوية إسرائيلية للمنشآت الإيرانية سيكون عبر العراق، وذلك نظرا - بحسب ما قال محللون فى مجال الدفاع – لأن العراق لا يمتلك نظما دفاعية جوية فعالة، علاوة على أن الولايات المتحدة لم تعد لديها التزام للدفاع عن المجال الجوى العراقى، وذلك منذ انسحاب قواتها من العراق فى شهر ديسمبر الماضى، مشيرة إلى قول أحد كبار المسئولين السابقين بالبنتاجون، رفض الكشف عن هويته، "لقد كانت هناك مخاوف لدى الإسرائيليين فى هذا الشأن منذ عام تقريبا، إذا كانوا يخشون أن طائراتنا قد تعترض ضربتهم العسكرية، حال ما وقع اختيارهم على العراق كى ينفذوا من خلاله ضربتهم".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه فيما يتعلق بالطريق عبر العراق، بكونه أفضل سبيل لتنفيذ الضربة الإسرائيلية، فإنه إذا افترض جدلا بأن الأردن قد يسمح بتنفيذ العملية العسكرية عبر أراضيه، ستقف مشكلة المسافة عائقاً كبيراً، وإنه على الرغم من حيازة إسرائيل لطائرات أمريكية الصنع من طراز إف -15أى، وإف -16أى قادرة على قصف الأهداف الإيرانية، غير أن المدى الذى تستطيع تلك المروحيات أن تبلغه - والذى يعتمد على عوامل: الموقف والسرعة والحمولة – لا يرقى إلى مستوى 2000 ميل ذهاباً وإياباً.
من ناحية أخرى، لفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل ستحتاج، فى جميع الأحوال، إلى استخدام طائرات التزود بالوقود جوا، والتى تعرف باسم "الخزان"، إلا أنه يعتقد بأن إسرائيل لا تمتلك عدداً كافياً من تلك الطائرات التى ستحتاج إلى أن ترافقها المزيد من الطائرات المقاتلة.
وفى ختام تعليقها، حذرت الصحيفة من أن الصواريخ التى تمتلكها إيران قد تجبر الطائرات الحربية الإسرائيلية على المناورة وتفريغ ذخائرها حتى قبل بلوغ أهدافها، كما تستطيع إيران الرد باستخدام صواريخها لضرب إسرائيل، الأمر الذى من شأنه أن يشعل فتيل حرب جديدة فى منطقة الشرق الأوسط، وإن اعتقد المسئولون الإسرائيليون بأن عواقب حيازة إيران لأسلحة نووية ستكون أسوأ بكثير.