قال الكاتب فيليب ستيفينز، إن الانتفاضات العربية فاجأت الغرب، ولم تكن مريحة له تماما، فرد الفعل الفرنسى العفوى كان سيكون دعم زين العابدين بن على، أما الولايات المتحدة ففقدت حليفا مهما فى نظام مبارك، ولا تزال إدارة أوباما حائرة فيما إذا كان عليها اعتبار الإسلاميين الذين فازوا فى الانتخابات أصدقاء أم أعداء.
وأوضح الكاتب فى مقالا له بصحيفة "الفاينانشال تايمز"، أنه سمع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف يوضح أسباب دعم بلاده للقمع الإجرامى الذى يمارسه بشار الأسد فى سوريا، واصفا لافروف بأنه رجل ذكى وأنه استخدم ذكاءه هذا فى توضيح مغزى الفيتو الروسى.
وأضاف ستيفنز أن بشار استخدم الفيتو لما كان متوقعا، حيث كثف من هجماته ولم يفرق بين مدنيين ومسلحين، وفشلت الجامعة العربية فى التوصل إلى نقل سلمى للسلطة، والآن تتجه البلاد نحو حرب أهلية، على حد قوله.
ورأى أن هناك أكثر من تفسير للفيتو الروسى، فسوريا الأسد حليفة لروسيا منذ الحقبة السوفياتية، ويوجد فى ميناء طرطوس السورى قاعدة بحرية روسية مهمة، وهناك عقود كبرى لتزويد السلاح تربط البلدين، وكذلك هناك مبدأ عدم التدخل الذى تنتهجه موسكو.
ومضى يقول: "يضاف إلى ذلك الوضع الداخلى فى روسيا، وضع فلاديمير بوتين تحديدا الذى يقف على أعتاب انتخابات ستحدد مصير الرئاسة لـ 12 سنة مقبلة"، مشيرا إلى استخدم النظام فى سوريا، كغيره من الأنظمة العربية التى ثارت عليها شعوبها، ورقة أليفة، هى اتهام العدو، بحياكة مؤامرة ضد سوريا. فى هذه الحال تريد روسيا أن تظهر بمظهر الصديق الذى يواجه أعداء سوريا، تماما كما كان الوضع فى أيام الحرب الباردة.
واعتبر أن الاستماع إلى لافروف يعطيك انطباعا بأنه يرى أن محمد البوعزيزى فى تونس والإسلاميين فى بنغازى والشبان والشابات فى ميدان التحرير، كلهم يتقاضون مرتبات من وكالة المخابرات الأمريكية "السى اى ايه"، وأن الثورة على بشار هى الحلقة الأخيرة فى المؤامرة الأمريكية.
الأحد فبراير 12, 2012 9:28 am من طرف M.ELHENDY