حَذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي من "خطر" تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، في حين يزور رئيس المنظمة الدولية للصليب الأحمر سوريا لإجراء مباحثات مع مسؤولين سوريين حول توسيع نطاق المساعدات الإنسانية والهدنة والمعتقلين.
حث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندريس فوغ راسموسن الاثنين (2 أبريل/نيسان 2012) على عدم تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، مُحذرا من خطر انتشار الأسلحة في المنطقة وسط تقارير بأن الدول العربية تستعد لتسليح المعارضة. وقال راسموسن في بروكسل: "لا أعتقد أن السبيل الصحيح للتحرك هو تزويد أية جماعة بالأسلحة"، وأضاف أنه يرغب بدلاً من ذلك في رؤية "حل سلمي وسياسي"، مشيرا إلى جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة كوفي عنان. كما أكد أيضا أن الناتو "ليس لديه نية مهما كان الأمر" في التدخل في سورية، واصفا القمع الدموي الذي يقوم به النظام السوري للمعارضة بأنه "أمر شنيع للغاية".
يأتي ذلك فيما يصل رئيس المنظمة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر اليوم الاثنين إلى سوريا في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها عدة وزراء لإجراء مباحثات حول توسيع نطاق المساعدات الإنسانية والهدنة وزيارة المعتقلين. وصرح كيلينبرغر في بيان أصدرته المنظمة بأن "المنظمة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري يوسعان حضورهما ونطاق أنشطتهما للاستجابة لاحتياجات المستضعفين".
وأظهر استطلاع للرأي أجري في ست دول أوروبية أن معظم الأوروبيين يؤيدون تدخلا عسكريا ضد سوريا، لكن أقل من الثلث يؤيدون القيام بعمل دون تفويض من الأمم المتحدة. وأظهر استطلاع الرأي الذي أجراه مركز (يو جوف) لاستطلاعات الرأي في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والدنمرك والسويد وفنلندا أن غالبية الذين شملهم الاستطلاع يؤيدون قيام الدول الغربية بعمل عسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
محللون: "أصدقاء الشعب السوري لا يريدون التورط في نزاع عسكري"
ويرى محللون أن "النتائج المحدودة" التي توصل إليها "مؤتمر أصدقاء الشعب السوري" في اسطنبول الأحد تفسَّر بعدم رغبة عدد من الدول المشاركة، أو عدم جاهزيتها لخطوات قد تورطها في نزاع عسكري في سوريا يخرج عن السيطرة، رغم التزام المؤتمر الواضح بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وتقول الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط أنياس لوفالوا من باريس لوكالة فرانس برس بهذا الشأن: "صدرت عن المؤتمر قرارات محدودة. سمعنا تصريحات قوية جدا، والمقررات النهائية لم تحمل الكثير"، في حين يقول مدير مركز القدس للدراسات الاستراتيجية في عمان عريب الرنتاوي: "دخل المؤتمرون إلى القاعة بأجندات مختلفة. توجد أطراف تريد أن تساعد الشعب السوري على اجتياز مرحلة الانتقال إلى الديموقراطية، وأطراف أخرى تريد أن تسوي نزاعات إقليمية في إطار الصراع بين محور بقيادة إيران ومحور آخر رُكناه السعودية وقطر".
ويضيف أنّ "ما حصل في المؤتمر تسوية بين هذه الأطراف". ويتفق المحللون على أن أبرز إنجاز حققه "مؤتمر أصدقاء
الشعب السوري" هو الاعتراف بالمجلس الوطني "ممثلا شرعيا" للسوريين و"محاورا رئيسيا" عنهم مع المجتمع الدولي.