انتخب القس السابق يواخيم غاوك يوم الأحد 18 مارس 2012 رئيسا لألمانيا خلفا لكريستيان فولف الذي عرف بمواقفه الداعمة للوجود الإسلامي في البلاد. ولم يرشح شيء عن المواقف المستقبلية للرئيس الإتحادي الجديد غاوك في هذا الموضوع.
كان القس يواخيم غاوك ناشطا حقوقيا في دولة ألمانيا الشرقية، وحظي باحترام كبير في ألمانيا، وقد حصل على عدد كبير من الأصوات في المجلس الاتحادي المكلف بانتخاب الرئيس الإتحادي حيث فاز ب 991 صوتا من مجموع الأصوات التي يبلغ عددها 1240 .
بعد سقوط جدار برلين اشرف غاوك لعشر سنوات على أرشيف الأمن السياسي في ألمانيا الشرقية سابقا (شتازي)
وفي الوقت الذي عرف فيه الرئيس السابق كريستيان فولف باهتمامه خلال رئاسته بقضايا اندماج المسلمين لم يعلن الرئيس الإتحادي الجديد غاوك عن موقف واضح تجاه موضوع دمج الإسلام والمسلمين في المانيا بشكل واضح، غير أنه أعلن في لقاء صحفي أن قضية الاندماج لا تتعلق بالمسلمين أو الأجانب، قدر تعلقها بمساعدة الحلقة الأفقر في المجتمع الألماني.
د. نديم ألياس رئيس مجلس أمناء المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا تحدث إلى DWعربية كاشفا عن توقعات المسلمين في ألمانيا من الرئيس الجديد:
DW: ماذا ينتظر مسلمو ألمانيا من الرئيس الجديد يواخيم غاوك ؟
نديم إلياس : نرحب بانتخاب الرئيس غاوك بدءا ونتمنى له النجاح والتوفيق في القيام بمهامه في هذا المنصب، وللأسف فإن منصب رئيس الجمهورية في ألمانيا قلما يحظى بالاهتمام، ويعرف بأنه منصب تمثيلي( فخري) وحسب، ولكنه في الواقع منصب في غاية الأهمية، وينبغي أن تنبثق عنه توجيهات وإشارات وأن يصبح قاسما جامعا في المجتمع، ونتمنى من الرئيس الجديد أن يتابع ما سار عليه الرؤساء السابقون من انفتاح على الأجانب والمسلمين ومن دعم لقضية الاندماج في ألمانيا، وهذه قضايا لم تبدأ في عهد الرئيس الإتحادي السابق فولف، وإنما بدأت منذ أيام الرئيس هيرتسوغ و كذلك الرئيس راو، ولذلك يجب أن يتابع هذا المسار.
بالمقارنة مع مواقف وولف من المسلمين في بلاده، هل ترى أن الرئيس الجديد يمكن أن يتخذ نفس المواقف؟
أعتقد أن من يريد أن يقوم بهذا الدور لن يحتاج إلى جرأة، فالطريق قد فتح. حقا أن هذا الطريق لم يعبّد ولم يصل إلى نهايته، ولكنه على الأقل قد فتح، والأمر لم يعد يحتاج إلى جرأة بل يحتاج إلى صدق ونية في العزم، وغاوك بلا شك عُرف بامتلاكه لهذه الصفات منذ توليه مناصب حساسة بعد توحيد ألمانيا، ومناداته وتبنيه لقضية الحرية كموضوع مركزي في تفكيره واهتمامه، سينصب بالتأكيد على قضايا اندماج الأجانب في هذا البلد، فالحرية تشمل هؤلاء أيضا، وحرية ممارسة الدين الإسلامي هي جزء من الحرية التي ينادي بها غاوك، كما أن إتاحة الفرص والمساواة في التعامل هي جزء من القيم الأساسية التي لا تبتعد كثيرا عن الحرية وهي موضع اهتمام الرئيس غاوك.
الرئيس الجديد غاوك كان قسا سابقا، هل تتوقع أن يؤثر ذلك على مواقفه من المسلمين في ألمانيا؟
أعتقد أن هذا سيؤثر ايجابيا على مواقفه، ولا تعارض في تصورنا بين الانتماء والتطبيق والقناعة بين الدين المسيحي وبين التوجه العادل المحق والمعين والمتابع لقضايا المسلمين، وأذكّر أن الرئيس الإتحادي الأسبق راو كان أيضا من الناشطين في الكنيسة وكانت مواقفه من المسلمين مشرّفة، والأمران في تصوري غير متعارضين بأي حال من الأحوال، بل إن الانتماء العقائدي الكنيسي يجب أن يدفع من يؤمن به إلى العدل في التعامل مع الآخرين والمحبة والمساواة.
نحن لا نلتمس عطفا من أحد، وإنما ننادي بتنفيذ مبادئ القانون الأساسي في ألمانيا وهو يشمل كل ما نتمناه، ولكن مع تنفيذ القانون، يحتاج الأمر إلى إنسان يؤمن بقضية ويتبناها.
هل شهدت عملية الاندماج تقدما في عهد الرئيس كريستيان فولف؟
الرئيس السابق فولف، أعلن مواقفه من قضية المسلمين قبل أن يصبح رئيسا للبلد، فحين كان رئيسا للوزراء في لاية ساكسونيا السفلى، عين أول مسلمة في منصب وزيرة في حكومة الولاية، ثم تابع هذا النهج. ولا شك أن هذه القناعة البشرية ستسجل له في التاريخ، ونأمل أن ينحو الرئيس غاوك أيضا هذا المنحى خاصة وأن قضية اندماج المسلمين هي قضية محورية يرتبط بها أمن ألمانيا، بل التعاون والتقدم الاجتماعي في مجمله.
الخميس مارس 22, 2012 10:19 am من طرف الكنج