اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم "الأربعاء"، أن بقاء الهند على الحياد بين الغرب وإيران "بات صعبا"..مشيرة إلى أن الهجوم بقنبلة الذى استهدف سيارة دبلوماسى إسرائيلى فى نيودلهى (الإثنين) سلط الضوء على دور محاولة التوازن الصعب للغاية الذى تحاول أن تلعبه الهند، لدى إدارة علاقاتها بالولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من نفى إيران ضلوعها فى الهجوم، فان هذا الحادث يعقد من عملية الموازنة هذه التى أتقنتها الهند ببراعة لسنين، مشيرة إلى أنه مع زيادة الضغوط الأمريكية على إيران، تجد حكومة نيودلهى نفسها فى وضع غير مريح نهائيا خاصة مع اعتمادها على النفط الإيرانى وعدم الرغبة فى الانصياع للعقوبات التى تتزعمها الولايات المتحدة على إيران، وهو ما يضعها فى موقع خلاف مع واشنطن بشأن أولوية أمنية وطنية للولايات المتحدة.
وأردفت الصحيفة تقول إن بقاء الهند على الحياد فى واحدة من أكثر قضايا العالم حساسية قد يكون صعبا للغاية فالمخاطرة فى هذه الحالة لن تتعلق فقط بمسألة تشكيل جبهة موحدة للضغط على طهران بالتخلى عن برنامجها النووى، بل بتعريض العلاقات المزدهرة بين أكبر الدول الديمقراطية فى العالم للخطر.
وقال ريتشارد فونتين، الزميل البارز فى مركز الأمن الأمريكى الجديد فى واشنطن، "يمكننا تفادى صدام بين الولايات المتحدة والهند لكن هناك حاجة لدرجة من الجدية والعمل ".
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تعد ثانى أكبر مصدر تحصل الهند على النفط منه، وإن مسئولين قالوا إنه سيكون من الصعب والمكلف للغاية تغيير الموردين، خاصة فى ظل تباطؤ النمو الاقتصادى الهندى وارتفاع أسعار النفط العالمية مما يجعل نيودلهى ليست مستعدة لتحمل هذه الأعباء الإضافية.