ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن العراق يشهد أكثر المراحل استقرارا وسلاما منذ انسحاب القوات الأمريكية منها فى شهر ديسمبر الماضى، مشيرة إلى أن العراق أضحى بلدا واعدا يسير فى طريق الازدهار لأول مرة منذ أكثر من عقد كامل من الزمان.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخاوف من انهيار الاستقرار فى العراق فى أعقاب الانسحاب الأمريكى كانت خاطئة، لافتة إلى تضاؤل عدد الهجمات التى يشنها تنظيم القاعدة فى العراق عقب الانسحاب الأمريكى.
وتابعت الصحيفة إن عملية استخراج النفط وصلت إلى أعلى معدلاتها فى الحقول الواقعة جنوبى البلاد، وأضافت أن الحكومة العراقية تسعى فى الوقت الراهن إلى تعزيز علاقتها مع دول الجوار واستعادة مكانتها مرة أخرى فى منطقة الشرق الأوسط وذلك على خلاف التوقعات التى رجحت أن تسارع إلى التعاون مع إيران.
غيرأن الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أنه على الرغم من استقرار الأوضاع فى العراق خلال الأربعة أشهر الماضية، فإن السياسة الاستبدادية تصاعدت بشكل متزايد فى ظل حكم رئيس الوزراء العراقى نور المالكى، مشيرة إلى تصريحات بعض المسئولين العراقيين بأنه يحاول احكام سيطرته على مؤسسات الدولة وقوات الأمن بموافقة واضحة من إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مسئولين قولهم، إن المالكى كثف جهوده فى الأشهر الأخيرة عقب انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، للانتقام من خصومه السياسيين، وكما لفتت إلى تصريحات السنة فى العراق والأقليات الكردية بأن المالكى يسعى إلى إقامة حكم ديكتاتورى فى البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن المالكى أصدر أمرا بالقبض على نائب الرئيس طارق الهاشمى (أبرز مسئول سنى فى الحكومة العراقية التى يسيطر عليها الشيعة)، وذلك بعد أيام قليلة من انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.
ولفتت الصحيفة إلى انتقاد السنة والأكراد فى العراق لمساعى المالكى لاستبعادهما من السلطة، واتهامهما للولايات المتحدة بالتغاضى عن كبح تلك التجاوزات التى يمارسها المالكى أو الضغط عليه لتنفيذ الاتفاقيات التى تعهد بموجبها بتقاسم السلطة مع السنة والأكراد.
ورأت الصحيفة أنه على الرغم من انخفاض معدلات العنف والهجمات الإرهابية التى راح ضحيتها الآلاف من المواطنين الأبرياء فى العراق، غير أن السنة أكدوا أنهم يعيشون فى خوف دائم من بطش قوات الأمن التى يسيطر عليها المالكى، حيث اتهم السنة المالكى باعتقال المئات منهم فى الأسابيع الأخيرة فى محاولة لتأمين بغداد قبل القمة العربية التى عقدت فى أواخر الشهر الماضي، والتى لم يفرج عن الكثير منهم حتى الآن.
واعتبرت الصحيفة، فى ختام تقريرها، أن تزايد شعور السنة والأكراد بالحرمان من حقوقهما الأساسية فضلا عن مساعى الحكومة العراقية عزلهما سياسيا وإعفائهما من المشاركة فى السلطة، سيترتب عليه آثار قد تهدد مستقبل الاستقرار فى العراق.