مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا ازدادت حدة التنافس ووتيرة التصريحات والتصريحات المضادة وبدأت استطلاعات الرأي تعطي السرعة الافتراضية لصعود أو نزول المرشحين والنسبة التي يمكن أن يحصل عليها كل منهم في الدور الأول.
في الأيام الأخيرة بدا جليا الصعود الكبير لمرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان التي أصبحت تحتل المرتبة الثالثة بعد كل من هولاند وساركوزي، صعود يفسره تراجع المرشحين الآخرين أو في أحسن الحالات حفاظهم على نفس النسب، كما أن المرحلة الحساسة التي تسبق الانتخابات والأزمة الخانقة التي تضرب فرنسا جعلت خطاب لوبان يصل إلى الفرنسيين الخائفين على مستقبلهم، فخطاب الجبهة الوطنية لم يعد من المحرمات كما أن المواطن الفرنسي لم يعد يخشى إظهار تأييده لليمين المتطرف، حزب أصبح شيئا فشيئا كبيرا وها هي استطلاعات الرأي تمنح مارين لوبان ما يقارب العشرين بالمئة من الأصوات ما يعني أن حظوظها في الوصول إلى الدور الثاني أصبحت كبيرة.
في الجانب الآخر نجد مرشح الحركة الديمقراطية فرانسوا بايرو الذي يحقق تقدما كل يوم مستغلا الصراع الدائر بين اليمين واليسار وبدأ يجذب إليه شخصيات من الوزن الثقيل كان آخرها وزير الخارجية الأسبق في عهد شيراك "فيليب دوست بلازي" الذي يعد أحد مؤسسي حزب الأغلبية الحاكم "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، إلى ذلك قالت وزيرة السكن في حكومة فيون السابقة كريستين بوتان إنها ستدعو للتصويت لصالح "بايرو" في حال لم تحصل على خمس مئة توقيع تمكنها من الترشح.
بايرو اغتنم الفرصة في الأيام الأخيرة ليفصح عن شعار حملته الانتخابية والظهور باستمرار عبر وسائل الإعلام والدعوة لحكومة وحدة وطنية يقول إنها ضرورية في مرحلة الأزمات مثل تلك التي تعيشها فرنسا.
حظوظ بايرو تبدو كبيرة في الوصول إلى الدور الثاني، فجاك آتالي مستشار فرانسوا ميتيران لسنوات لم يستبعد أن يكون الدور الثاني من الانتخابات بين "بايرو" و"مارين لوبان"، قد لا تصل الأمور إلى هذا الحد لكن استمرار صعود "بايرو" في استطلاعات الرأي قد يؤدي إلى حدوث المفاجأة مثلما صنع الحدث في الانتخابات السابقة وحل في المرتبة الثالثة ورفض حينها أن يدعم أحد المرشحين، بايرو قال إنه في حال أجبر مرة أخرى على أن يكون الحكم فسيختار مرشحه والسؤال الذي يطرح هو لمصلحة من سيصوت بايرو ومؤيدوه في حال حصول دور ثان بين هولاند وساركوزي وهو الأقرب للواقع؟
الإجابة منطقيا تبدو سهلة فالعائلة السياسية الأقرب لبايرو هي اليمين، لكن هذا الأخير قد يدير ظهره لساركوزي ويعقد تحالفا مع اليسار بغية الحصول على مكاسب سياسية لحزبه. بايرو يستبعد أن يكون رئيسا لكنه قد يكون حكما بين اليسار واليمين وأصوات مؤيديه هي من تحدد هوية الرئيس المقبل لفرنسا.
الأربعاء مارس 21, 2012 2:19 am من طرف الكنج