من المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة عامل مولع بتربية النحل ومدافع عن التنوع الحيوي. ولديه قناعة اليوم بأنه قادر على الحصول على التوقيعات الضرورية التي تجعل ترشحه قابلا للتنفيذ.
إذا كان الفرنسي دافيد داريان عاملا فهو أيضا من هواة تربية النحل. بل إن هذه الهواية من جهة والمخاطر التي تواجه النحل في العالم من جهة أخرى هما السببان الأساسيان اللذان دفعاه يوم الرابع والعشرين من شهر يناير –كانون الثاني الماضي إلى إطلاق حملته الممهدة للانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري دروتها الأولى في شهر أبريل المقبل
وواضح أن الطريقة التي يلتقي من خلالها دافيد داريان البالغ من العمر واحدا وأربعين عاما المواطنين والحجج التي يقدمها لإقناع الناخبين بضرورة منحه أصواتهم في الدورة الأولى تجمع بين الطرافة والجدية
وما هو طريف في الحملة أن صاحبها اختار أن يظهر دوما في زي يذكر بمظهر النحلة. ويسعى المرشح أحيانا إلى تقليد النحل في طنينه أو في الطريقة التي يرعى من خلالها الزهور التي أصبحت في فرنسا وأغلب بلدان أوروبا الغربية الأخرى محملة بقدر كبير من الأسمدة الكيميائية المخصبة أو المستخدمة للتصدي الأعشاب الضارة والآفات الزراعية الأخرى.
بل يتخذ مرشح النحل للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة من هذا الموضوع جوهر أرضية حملته الانتخابية فيقول إن النحل الذي يساهم في تلقيح جزء كبير من المزروعات والأشجار المثمرة مهدد فعلا بالانقراض على المدين المتوسط والبعيد بسبب سياسات الشركات الكبرى المتخصصة في تصنيع المواد الكيميائية والترويج لها في العالم.
ومن ثم فإن عدم تضييق الخناق على هذه السياسات من شأنه المساهمة في الإساءة إلى التنوع الحيوي. ولذلك فإن هذا المرشح يقول إنه في حال انتخابه رئيسا للجمهورية الفرنسية، سيسعى إلى اتخاذ قرارين اثنين بشكل عاجل وهما :
أولا : منع المبيدات الحشرية الكيميائية العالية السمية والتي تشكل اليوم خطرا جسيما على النحل في العالم كله.
ثانيا : تفعيل معاهدة التنوع الحيوي التي أبرمت في ريو عام 1992 والتي تظل الشركات الكبرى المتخصصة في الصناعات الكيميائية تحاصرها وتعرقل عملية تطبيقها كما ينبغي التطبيق.
ويقول عدد من أنصار دافيد ديريان إنه في حال عدم حصوله على التوقيعات الضرورية التي تسمح له بالترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة ، فإنهم سيحرصون على الأقل على تأمين سفره إلى ريو دي جانيرو للمشاركة في قمة مخصصة إلى البيئة والتنمية المستدامة في شهر يونيو- حزيران المقبل.
ولكن مرشح النحل يبدو اليوم واثقا من نفسه ومن إمكانية المشاركة على الأقل في الدورة الأولى ويقول إنه حصل حتى الآن على ما يزيد عن ثلاث مائة وثلاثين توقيعا من التوقيعات الخمس مائة اللازمة لتشريع ترشحه. ويعتبر أن العملية ليست صعبة لاسيما وأن غالبية الذين ساندوه حتى الآن من الموقعين هم عمد مناطق ريفية وفيهم كثير من هواة تربية النحل ومربيه.
الأربعاء مارس 21, 2012 2:22 am من طرف الكنج