أحيت إيطاليا الذكرى التاسعة لجنودها الذين قتلوا فى التفجير الإرهابى لمعسكرهم فى مدينة (الناصرية)العراقية عام 2003، والذى راح ضحيته 28 شخصا من بينهم 19 جنديا إيطاليا.وشهد مجلس الشيوخ الإيطالى تظاهرة استذكارية شارك فيها سفير العراق بإيطاليا سايوان بارزانى وعدد كبير من النواب الإيطاليين.
ووجه الرئيس الإيطالى جورجو نابوليتانو رسالة إلى وزير دفاعه جامباولو دى باولا فى ذكرى من سقط فى مهمات السلام سواء من مدنيين أو عسكريين ، جاء فيها :"تتوجه أفكارى بتأثر وألم فى الذكرى التاسعة لمجزرة الناصرية، إلى كل من فقد حياته خلال تأدية واجباته فى خدمة بلدنا والمجتمع الدولى ، من أجل الأمن
والاستقرار فى مناطق الأزمات".
وأثنى على مساهمتهم بتفان وشرف فى المواجهة المتواصلة للتحديات ، معربا عن تقدير المواطنين الإيطاليين واعترافهم بالجميل لعملهم الذى بلغ أقصى الدرجات.وشارك سفير العراق فى روما أيضا فى التقديم الصحفى للمعرض الفوتوغرافى العراقى الذى أقيم فى مقر وزارة الخارجية الإيطالية ويستمر حتى التاسع عشر من الشهر
الجاري.ويندرج المعرض ضمن المعارض الدورية التى تقيمها الوزارة بشكل دورى لكبار الفنانين الإيطاليين والأوروبيين.
من جهتها، أشارت نائبة المدير العام لدائرة التعاون الدولى فى وزارة الخارجية الإيطالية باربارا بريغاتو إلى اختيار اليوم ،الثلاثاء لتقديم مبادرة إحياء ذكرى الهجوم على القاعدة الإيطالية فى الناصرية عام 2003 والذى راح ضحيته 28 شخصا من بينهم 19 إيطاليا فيما بلغ عدد الجرحى 58 مصابا، وكان من بين الضحايا أحد خبراء دائرة التعاون الدولى من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية الإيطالية".وكان قانون إيطالى شرع فى عام 2009 للاحتفاء بذكرى من فقد حياته فى مهمات السلام سواء من مدنيين أوعسكريين.
وأوضحت نائبة رئيس دائرة التعاون الدولى فى وزارة الخارجية الإيطالية باربارا بريغاتو أن بلادها ساهمت فى النمو الاقتصادى والاجتماعى للعراق ولشعبه بـ 3،3 بليون يورو. وأضافت أن هذا المعرض سينتقل بعد انتهائه فى روما إلى العراق ، حيث سيتمكن الجمهور من زيارته فى بغداد والناصرية والبصرة وأربيل.من جانبه ، اعتبر السفيرالعراقى فى إيطاليا سايوان بارزانى المعرض دليلا آخر على متانة العلاقات الإيطالية العراقية التى باتت تشمل جميع القطاعات ولا تتوقف عند الجانب الاقتصادى والتجاري.
وثمن بارزانى الدعم الإيطالى للثقافة العراقية ، مؤكدا على أهمية تزامن هذه الفعالية مع ثلاث حفلات موسيقية قدمها موسيقيون وفنانون وشعراء إيطاليون فى بغداد وأربيل والسليمانية فى الفترة من 6 إلى 11 نوفمبر الجاري.
واعتبر هذا النشاط دليلا إضافيا على عودة الحياة إلى طبيعيتها فى العراق ونهاية مرحلة الإرهاب وفقدان التنظيمات الإرهابية فى العراق لسابق قوتها وتأثيرها. كما اعتبر ، الدعم الإيطالى والأوروبى والأمريكى للتجربة الديمقراطية فى العراق ضرورية ليس لنا فحسب بل للمنطقة بأسرها، إذ أن بإمكاننا إفادة الدول الشقيقة المجاورة لنا، كسوريا مثلا فى بناء تجربة ديمقراطية.
وضم المعرض صورة كبيرة تناولت مشاهد من الحياة العراقية من جنوب البلاد وبغداد وكردستان والمحافظات الأخرى ، وتناولت المجالات التى أسهم الإيطاليون فى إعادة إعمارها من خلال استثمار 3ر3 بليون يورو، أنفقت فى مجالات الزراعة والثروة المائية وقطاع التعليم العالى والبحث العلمى وإعادة إنعاش القطاع الثقافى العراقي.