أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنها تتحمل مسؤولية الإخفاق الأمني الذي أدى إلى مقتل دبلوماسيين أمريكيين في بنغازي، والكونغرس يوافق على مساعدة أمريكية لليبيا من أجل تشكيل قوة لمكافحة الجماعات المتطرفة.
صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مساء أمس الاثنين (15 أكتوبر/ بأن حماية الدبلوماسيين الأمريكيين من المهام المنوطة بها، وأعلنت مسؤوليتها عن الإخفاق الأمني الذي أدى إلى مقتل أربعة أمريكيين في ليبيا الشهر الماضي. وقالت كلينتون لشبكة "سي.ان.ان" الأمريكية أثناء سفرها إلى مدينة ليما عاصمة بيرو: "إنني أتحمل المسؤولية".
وكانت مسؤولية الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، والذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز وثلاثة آخرين، نسبت في بادئ الأمر إلى حشد من المحتجين الغاضبين. غير أن معلومات تم الكشف عنها مؤخرا أظهرت أنه لم يكن هناك أي حشود، وأثارت تساؤلات حول رد الفعل السياسي على الحادث من جانب إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لانتخابات رئاسية وتشريعية في السادس من تشرين الثاني /نوفمبر المقبل.
وأدلى مسؤولون من وزارة الخارجية الأمريكية بشهادتهم في الكونغرس الأسبوع الماضي قائلين إن دبلوماسيين أمريكيين في ليبيا طلبوا تشديد الإجراءات الأمنية، ولكن طلباتهم قوبلت بإهمال خلال الأشهر التي سبقت هجوم الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الماضي، والذي تلقى مسؤوليته الآن على مسلحين يحتمل أن يكونوا على صلة بشبكات "إرهابية" بما فيها تنظيم القاعدة. ودعت كلينتون إلى ضبط النفس في واشنطن في الوقت الذي يجري فيه تحقيق حول حادث بنغازي. وقالت الوزيرة الأمريكية لشبكة "سي.ان.ان": "أريد تجنب نوع ما من الاصطياد السياسي". وأشارت كلينتون إلى أن أوباما ومسؤولي البيت الأبيض ليسوا معنيين باتخاذ قرارات بشان أمن البعثات الدبلوماسية. وأضافت أن الخارجية الأمريكية يجب أن تواصل عملها في دول محفوفة بمخاطر أمنية كبيرة.
قوة ليبية لمكافحة الجماعات المتطرفة
وعلى صعيد التعاون الأمني بين ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية، حصلت الإدارة الأميركية على موافقة الكونغرس لتخصيص ثمانية ملايين دولار لمساعدة ليبيا على تشكيل وحدة من قوات النخبة تتألف من 500 جندي ليبي مهمتها مكافحة المجموعات المتطرفة، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم الثلاثاء. وسيتم اقتطاع هذه المبالغ من الأموال المخصصة لعمليات البنتاغون في باكستان وذلك من أجل مساعدة ليبيا على مكافحة المتطرفين الإسلامويين. وأوضحت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأميركية أرسلت إلى الكونغرس في الرابع من أيلول/سبتمبر وثيقة توضح فيها أن هدف البرنامج هو تحسين "قدرة ليبيا على مواجهة ومكافحة تهديدات القاعدة وأتباعها".
وفي تطور أمني يواصل فرع أمن العاصمة الليبية اليوم القيام بحملة واسعة في المناطق القريبة من سجن الجديدة للقبض على السجناء الفارين. ونقلت وكالة "أنباء التضامن" عن الناطق الرسمي باسم غرفة عمليات العاصمة خالد الطمزيني أن عناصر الغرفة بمشاركة الجهات الأمنية في طرابلس تقوم بحملة للقبض على السجناء الهاربين. وقال الطمزيني إن سبب فرار السجناء هو تقصير حراس السجن التابعين لوزارتي الداخلية والعدل، موضحا أن الحراس المتواجدين هناك أفادوا بأنه تم الاعتداء عليهم من قبل جهة خارجة عن القانون. وكان نحو 120 سجينا، معظمهم أجانب، قد فروا من سجن "الجديدة" بالعاصمة الليبية طرابلس أمس. وكانت معظم السجون الليبية خاضعة حتى وقت قريب لسيطرة الثوار الليبيين الذين أطاحوا بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، غير أن السلطات المؤقتة في ليبيا تولت إدارة العديد من السجون في الأشهر القليلة الماضية بما فيها سجن "الجديدة" بالعاصمة طرابلس.