سلطت صحيفة لوموند الفرنسية الضوء على آخر تطورات الوضع فى أفغانستان، إذ تساءلت: ما الذى سيحفظه التاريخ من التدخل الأطلسى فى أفغانستان؟ مذكرة بأن مهمة "الناتو" الأفغانية كانت قد بدأت بعد التصويت عليها فى اجتماع لمجلس الأمن الدولى بتاريخ 20 ديسمبر 2001، لإضفاء شرعية على التدخل الدولى هناك الذى بدأ بالهجوم الأمريكى رداً على هجمات 11 سبتمبر، وأن اليوم بعد مرور عشر سنوات كاملة على وصول الحلف الأطلسى إلى الأرض الأفغانية، تبدو الحصيلة شيئاً يشبه الفشل.
ومن المعروف أن الحلف قد فاز بسرعة فى الحرب ضد تنظيم القاعدة الذى كانت حركة طالبان الأفغانية تستضيف قياداته، وقد طردت حكومة الحركة نهائيّاً وألحقت بها الهزيمة بحلول شهر فبراير 2002، حيث حل محلها فى السلطة تحالف الشمال الأفغانى مدعوماً بالوجود الأطلسى، ومنذ ذلك التاريخ اتجهت مهمة تدخل "الناتو" إلى جهود دعم الاستقرار وإعادة الإعمار، بالسعى الحثيث لإعادة بناء دولة مستقرة فى واحدة من أكثر مناطق العالم اضطراباً.
وأن ما زاد الوضع تعقيداً عودة عناصر طالبان لتغذية التمرد، وخاصة أن الحركة لم تلق السلاح منذ البداية، لأن القضاء النهائى وإلحاق الهزيمة الحاسمة بها لم يتحققا أصلاً.
وأضافت الصحيفة أنه منذ مجىء أوباما إلى البيت الأبيض فى واشنطن نهاية 2008، وضع الجنرالات الأمريكيون سقف أهداف للمهمة الأفغانية أكثر تواضعاً، يتلخص فى مساعدة الأفغان على الدفاع عن أنفسهم بأنفسهم، من خلال بناء جيش وشرطة أفغانيين.
وأضافت لكن خلال السنوات الماضية الأخيرة ظل التمرد قائماً، ولم يتمكن الـ130 ألف جندى دولى من احتواء الخطر الذى يمثله على استقرار حكومة كرزاى، ومع مرور الوقت بدأت مقاربات الدول ذات الدور والحضور المؤثر فى المهمة الأطلسية بأفغانستان تفترق، حيث أصبحت لكل عاصمة مقاربتها الخاصة بشأن أفق ومستقبل المهمة.