برلين ليست اسم عاصمة ألمانيا فقط، بل أيضا اسم قرية صغيرة في شمال البلاد. ولا تشترك المدينتان في التسمية فحسب، بل إن بعض الشوارع تحمل الاسم نفسه. ولعل من يريد زيارة برلين الكبرى، بإمكانه إلقاء نظرة على نظيرتها الصغرى.
تقع قرية برلين، التي يقيم بها نحو 500 شخص، في ولاية شيلسفغ- هولشتاين. وتوفر على شارعين اثنين فقط وتتكون من صفوف من بيوت العائلات المنعزلة وتزدان بالحدائق المنسقة بشكل دقيق.ولا غرابة في أن اسم القرية أدى إلى الخطأ في توصيل الرسائل إلى أصحابها أو وصول زائر اختلط عليه الأمر والذي وضع ثقة كاملة في نظامه الملاحي المرتبط بالأقمار الاصطناعية. ويروي عمدة القرية هورست سكرام حادثة: "ذات مرة وصل إلى القرية سائق قادم من بافاريا، وكان ينوي في الحقيقة الذهاب إلى العاصمة". وأضاف "أنا لا أمزح هذا ما حدث فعلا".
تشابه أسماء الشوارع أيضا بين برلين العاصمة وبرلين القرية
ومما يزيد الأمور صعوبة أن الكثير من شوارع القرية تحمل أسماء مشابهة لما هو موجود في برلين العاصمة، حيث أنها سميت خلال حكم القياصرة الألمان عندما خدم الكثير من السكان في فرقة برلين العسكرية. ويقول سكرام "هذا ميدان بوتسدام" وهو يشير إلى منطقة خضراء صغيرة وهي مكان لنصب تذكاري لفيلهيلم كروتزفيلد ضابط الشرطة الذي حمى المعبد اليهودي في برلين خلال مذبحة تشرين ثان/ نوفمبر 1938. ويضيف "كان رجلا شجاعا".
ومثل نظيرتها المدينة الكبرى، تفتخر قرية برلين أيضا بشارع "أونتر دين ليندن" حيث يدير جوزيه نيتو مطعما برتغاليا شهيرا. ويقول مبتسما "الجميع هنا يعرفني وأنا أحبهم ". وطوال الطريق، تجد منافذ بيع الأطعمة السريعة التي تبيع الطعام التقليدي الذي تشتهر به برلين وهي مقانق الخنزير.
ولقرية برلين خدمة نقل محدودة حيث لا تسير الحافلات أيام الأحد. وشهدت قرية برلين أكبر حدث في تاريخها الحديث، عندما فجر عربيد متعصب صندوق الهاتف الوحيد قبل أعوام.
قلة النشاط التجاري وفرص العمل
ويعترف ساشا ميستير، ذو 32 عاما والذي تربى في القرية ويعيش هنا مع زوجته وطفله، قائلا: "في الحقيقة لا تقع حوادث هنا". ويضيف: "ليست هناك مشاكل على الإطلاق. كما أننا تربطنا علاقات طيبة بالجيران ويساعد بعضنا بعضا. كل شئ يسير دون تعقيد".
ويفاخر العمدة سكرام أيضا بالمشاعر السائدة بين سكان القرية، رغم أنه قلق بشأن قلة النشاط التجاري وفرص العمل. كما أن صاحبة المتجر الوحيد "هانيلور هيي" تعد من الأشخاص القلائل الذين نجحوا في الاحتفاظ باستمرار نشاطها في هذه القرية الهادئة.
وتتطلع المنطقة إلى جذب المزيد من السائحين وتتباهى بالهدوء الريفي ووجود بحيرتين في الجوار، فضلا عن سهولة الوصول إلى بحر البلطيق بالسيارة من القرية. ويعد لبن الخيول المحلية علاجا صحيا مشهورا.
يذكر أن أول مرة ذُكر فيها اسم برلين التابعة لولاية شليسفيغ - هولشتاين كان في عام 1215، مما يجعلها إلى حد ما أقدم من العاصمة.