أصدر المركز الثقافي البريطاني دراسة مقارنة حول مستوى عولمة التدريس الجامعي في العديد من الدول. وحسب الدراسة تحتل الجامعات الألمانية الصدارة من حيث إقبال الطلاب الأجانب عليها، وذلك قبل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
تقارن دراسة أجراها المركز الثقافي البريطاني في هونج كونج، النظام الجامعي في 11 دولة، وتأخذ بعين الاعتبار شروط القبول وجودة الشهادات الجامعية وشهرتها العالمية. من جانب آخر تقارن الدراسة الإمكانيات التي يتيحها النظام التعليمي للطلاب الأجانب من أجل استقطابهم للدراسة في البلد المعني. أما المعيار الآخر فيتجلى في الوسائل التي تعتمدها الدول لتشجيع طلابها المحليين لقضاء فترة من مسيرتهم الدراسية في الخارج.
الجامعات الألمانية لا تبحث عن الربح
وحسب الدكتور أولريش غروتوس، نائب رئيس الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي، احتلت ألمانيا المرتبة الثالثة فيما يتعلق بشروط القبول، والثانية في نوعية التعليم، وحازت على المرتبة الأولى فيما يتعلق بانفتاحها بشكل عام. وهذا هو "العامل المميز لألمانيا بالنسبة لمنجزي الدراسة"، كما يوضح الدكتور غروتوس. إضافة إلى ذلك فإن ما يميز ألمانيا حسب معدي الدراسة هو كون اهتمام ألمانيا "بالتبادل الأكاديمي لا ينحصر فقط على جلب الطلاب الأجانب إلى ألمانيا، وإنما على الإمكانيات التي تتيحها الحكومة الألمانية لطلابها بهدف الدراسة في الخارج."
وهكذا وضعت وزارة العلوم والتعليم الجامعي والبحث العلمي خطة تمكن نصف عدد الطلاب الألمان من قضاء بعض فصول الدراسة في الخارج، وهي خطة طموحة، كما يقول الدكتور أولريش غروتوس، لكنها تعطي التعليم الجامعي في ألمانيا طابعا أكثر عولمة.
ومن جهة أخرى تبقى الرسوم الجامعية محدودة في ألمانيا، مقارنة بالكثير من الدول. ناهيك عن أن الدراسة في بعض الولايات لا تزال مجانا. "والجامعات الألمانية لا تحقق أرباحا من خلال قدوم الطلاب الأجانب إليها، كما هو الحال في بعض الدول كبريطانيا أو أستراليا، حيث تسعى الجامعات للرفع من مداخيلها من خلال جلب الطلاب الأجانب". وهذا بالطبع ليس هذا هو السبب الرئيسي، لكنه احد العوامل الهامة التي تدفع بالطلاب الأجانب إلى تفضيل ألمانيا للدراسة على باقي البلدان الأخرى، كما يوضح غروتوس.
لأول مرة دولة غير ناطقة بالإنجليزية
نتيجة دراسة المركز الثقافي البريطاني تؤكد أن عمل الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي قد أعطى ثماره. فهذه الهيئة تعتبر الوكالة الخارجية للجامعات الألمانية، وتعمل بتكليف من وزارة العلوم والتعليم الجامعي والبحث العلمي بتزويد الطلاب الألمان بالمعلومات الكافية للتعرف على إمكانيات الدراسة في الخارج. كما تقوم الهيئة بإنجاز خطط للتعريف بألمانيا في الخارج كموقع للتعليم والبحث العلمي. كما تساهم هذه الخطط في الرفع من عدد الطلاب الأجانب في ألمانيا مقارنة بدول أخرى، وخاصة الناطقة بالإنجليزية، والتي غالبا ما تأتي في الصدارة في قائمة المركز الثقافي البريطاني، والتي يتم إعدادها بشكل دوري. لكن "هذه المرة ألمانيا أتت في المقدمة. وهذا ما سيساعدنا على مواصلة جهودنا لاستقطاب الأدمغة الجيدة نحو ألمانيا وتشجيع طلابنا على السفر إلى الخارج"، كما يقول الدكتور غروتوس.
لكن ما ساعد ألمانيا على الحصول على هذه المرتبة المتقدمة أيضا، هو وجود تخصصات باللغة الإنجليزية، ما يسهل على الطلاب الأجانب الدراسة هنا، كما يوضح الدكتور أولريش غروتوس. وهو ما يميز ألمانيا عن دول أخرى غير ناطقة بالإنجليزية كفرنسا وإسبانيا مثلا. لكن هذا العامل ليس حاسما، حسب قوله، لكون غالبية التخصصات يتم تدريسها بالألمانية.