في عام 2011 بلغ عدد الطلبة الأجانب المتخرجين من الجامعات والمعاهد الألمانية أكثر من 38000 متخرج. ويتزايد عددهم باستمرا. ويقوم وسطاء في عدد من دول العالم بمهمة استقطاب الطلبة والباحثين للدراسة بالمؤسسات العليا في ألمانيا.
تنحدر السيدة Ashley Haiying Wu من مدينة شنغهاي الصينية، حيث درست وعملت في أحد المصانع الإلكترونية هناك. وجاءتها فرصة المشاركة في حلقة دراسية لتعلم اللغة في ألمانيا. وبعدها قررت متابعة دراسة الاقتصاد وقوانينه بجامعة Cottbusالألمانية، فركزت في دراستها على الفروع المرتبطة بالنوعية في التسيير الإداري للمؤسسات الاقتصادية كما تعمل الآن في شركة Huawei للاتصالات الإليكترونية. عن دراستها تقول السيدة فو "رغم أن الشركة صينية فإن عملنا يرتبط يوميا بالقوانين الألمانية حيث علينا أخذ المعايير الألمانية بعين الاعتبار. ويشكل ذلك أساسا جيدا بالنسبة لنا"
في ألمانيا يتزايد عدد الأجانب الذين يدرسون بالجامعات والمعاهد الألمانية. ففي عام 2011 مثلا تخرج منها 38.332 أجنبي بشهادات مختلفة، حيث تضاعف عددهم بأربع مرات مقارنة مع عام 1996. و يجب الإشارة إلى أن بعض هؤلاء الطلبة الأجانب ولدوا في ألمانيا ولهم جنسيات مختلفة و لذلك فإن المكتب الاتحادي للإحصائيات في ألمانيا يعتبرهم أجانب.
متخرجون من الصين تركيا وروسيا وبولندا والكاميرون
و يشكل الطلبة الصينيون أكبر عدد من بين المتخرجين الأجانب بحوالي 5000 طالب. كما إن عدد الطلبة القادمين من تركيا و روسيا و بولندا كبير أيضا. ويبلغ عدد المتخرجين من بين طلبة دولة الكاميرون حوالي 700 حيث توجد الكاميرون في مرتبة متقدمة في لائحة المتخرجين الأجانب في ألمانيا. وأقل الدول تمثيلا في هذه اللائحة هم الطلبة القادمون من مالطا وجزر القمر وجزر فيتشي. و توضح هذه الأرقام أن كل متخرج من بين عشرة طلاب درس في ألمانيا هو أجنبي. ويبدو أن هناك رغبة كبيرة لدى الأجانب للدراسة بالجامعات والمعاهد الألمانية التي يبلغ عددها 390 مؤسسة.
في مدينة ساو باولو البرازيلية يقيم السيد Sِren Metzالذي يبلغ 32 عاما من العمر ويتحدث اللغتين الألمانية والبرتغالية بشكل جيد. فهو يعمل هناك كوكيل للجامعة التقنية في ميونيخ، مثله مثل زملاء له في العاصمة الصينية بكين أو في مومباي الهندية أو في سنغافورة وقريبا في نيويورك أيضا. وتتجلى مهمة هؤلاء في استقطاب الطلبة الأجانب للدراسة في ميونيخ. ويمثل الوسيط Metzجامعة ميونيخ في عدد من المنتديات الدراسية في ألمانيا وفي عدد من المعاهد والجامعات البرازيلية وله مكتب بإحدى البنايات في مدينة ساو باولو وقرب ممثليات عدد من المؤسسات الألمانية النشطة في القطاعات العلمية أو الممولة للدراسة في ألمانيا.
أهمية الترشيد التربوي والرعاية
فإذا كان هناك طلبة برازيليون يرغبون مثلا في دراسة الكيمياء في ميونيخ فإن الوسيط Metzيقدم لهم كافة المعلومات الخاصة بتلك الفروع ويوضح لهم التوجهات التي تركز عليها جامعة ميونيخ في الشعبة المرغوب دراستها. و يشرح لهم كذلك أن الدراسة بهدف التخرج تقتضي تعلم اللغة الألمانية بشكل جيد للمتابعة. وأما بالنسبة لشهادة الماستر أو للذين تخرجوا سابقا من معاهد أخرى فإنه يمكن لهم الدراسة في ألمانيا باللغة الإنجليزية أيضا، غير أن "الأمر ينقلب رأسا على عقب إذا كان الطالب يود الدراسة بهدف التخرج بشهادة الماستر. فهناك شعب كثيرة من الدراسات العليا التي يمكن متابعتها باللغة الإنجليزية، سواء بالجامعة التقنية في ميونيخ أو في عدد من الجامعات الألمانية بهدف الحصول على شهادة الماستر أو شهادة الدكتورة
ويطلق على هذه المهمة التي يقوم به السيد ميتز في البرازيل أو زملاؤه في مناطق أخرى من العالم المصطلح الإنجليزي Recruitingفي إشارة إلى أن الجامعات والمعاهد الألمانية العليا تود استقطاب الطلبة الأجانب للدراسة بها وتسعى إلى توجيه اهتمامهم بها. غير أن هذا الاستقطاب لا يكون باتجاه واحد، كما يؤكد الوسيط ميتز لأن الاستفادة يجب أن تتم بشكل متبادل. وفي هذا السياق يشير الوسيط إلى أن الطلبة في ميونيخ يستفيدون حتما من تجارب الطلبة الأجانب المستقطبين، لأن هؤلاء يعملون في ظروف دراسية أصعب مقارنة مع زملائهم الألمان، كما يساهمون عبر خصوصية أبحاثهم في إغناء البحث العلمي بين كل الطلبة الألمان والأجانب خصوصا بالنسبة للمسجلين في الدراسات العليا كما يؤكد وسيط جامعة ميونيخ ميتز.
بالنسبة للسيدة الصينية فو / Wuالتي درست في الصين قبل أن تتخرج من جامعة كوتبوس الألمانية فهي مسرورة على كل حال بمسارها الدراسي و تجربة البحث العلمي وتؤكد " أنا فخورة بدراستي وبالتخرج من جامعة في ألمانيا".