علقت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" على قرار الإدارة الأمريكية إرسال المعونة السنوية، التى تلتزم بها الولايات المتحدة إلى مصر، منذ أكثر من ثلاثين عاما والتى تقدر بـ 1.3 مليار دولار، رغم الدعوات التى أطلقها العديد من البرلمانيين الأمريكيين والنشطاء الحقوقيين، الذين طالبوا بقطع المعونة عن مصر نتيجة القيود التى تضعها الحكومة على الحقوق السياسية. وأضافت الصحيفة أن الكونجرس الأمريكى قد طالب الإدارة الأمريكية بتوضيح مدى التزام الحكومة المصرية بتطبيق المبادىء الديموقراطية وكذلك معاهدة السلام مع إسرائيل. وأوضحت الصحيفة أن وزيرة الخارجية الأمريكية قد أكدت أن مصر تفى بالتزاماتها تماما تجاه السلام مع إسرائيل، إلا أنها مازالت لم تترنح فى طريق الديموقراطية، مؤكدة أن المعونة الأمريكية إلى مصر ترتبط مباشرة بالأمن القومى للولايات المتحدة. وأضاف "اللوس أنجلوس تايمز" أن القرار الأمريكى قد يعكس رغبة الولايات المتحدة الأمريكية فى الاحتفاظ بعلاقات قوية مع مصر، رغم الغضب الأمريكى من جراء تعامل الحكومة المصرية مع منظمات المجتمع المدنى والنشطاء الأمريكيين، هو ما أثار توترا غير مسبوق فى العلاقات بين البلدين ربما خلال العقود الثلاثة الماضية. إلا أنه بالرغم من ذلك فإن مسئولى لجنة الاعتمادات بالكونجرس الأمريكى، باتريك لاهى وكاى جارنجر، واللذين يشرفان على مسألة المعونات المقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية للدول الأخرى، قد أعربا عن عدم رضائهما بالقرار الأمريكى. على جانب آخر أعرب النشطاء الحقوقيون بالكونجرس الأمريكى عن رفضهم الكامل للقرار على خلفية المداهمات التى قامت بها الحكومة المصرية بحق مكاتب منظمات المجتمع المدنى بالقاهرة، مطالبين بتخفيض المعونة الأمريكية المقدمة إلى مصر، إلا أنهم قد لاقوا معارضة شديدة من جانب البرلمانيين الآخرين الذين أعربوا عن إيمانهم بأهمية إرساء علاقات قوية مع الجانب المصرى، وخاصة مع المؤسسة العسكرية فى مصر، فى ظل مطالبة إسرائيل للولايات المتحدة بالاحتفاظ بعلاقات قوية مع الجيش المصرى. وأعرب الناشط الحقوقى، ستيفن ماك أينرنى عن رفضه للقرار الأمريكى، مؤكدا أن هذا القرار بمثابة تكرار للخطأ الذى وقعت فيه الإدارات الأمريكية السابقة والتى ظلت تقدم الدعم لنظام مبارك، موضحا أن القرار يعنى أن الولايات المتحدة تدعم المؤسسة العسكرية الحاكمة فى مصر بصرف النظر عن التزامها بالمبادىء الديموقراطية والحقوقية.
الأحد أبريل 01, 2012 11:21 am من طرف الكنج