تحدثت صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن أزمة القمامة التى باتت من المشكلات المزمنة فى الشوارع المصرية، وتصف المنظر المقزز لأكوام القمامة التى تتكوم فى كتل تغلق الطرق وتتشابك مع الأشجار وتملأ الجو بأزيز الذباب وسط روائح النفايات المتعفنة الضارة.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن طوفان القمامة فى مصر جزء من مجموعة من النكسات الاجتماعية والاقتصادية التى تواجه مصر منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك.
وتضيف أنه إلى جانب انقطاع التيار الكهربائى والجريمة والمخاوف من خفض الدعم على الخبز والبوتاجاز التى تسببت فى توتر بين الطبقة الفقيرة والمتوسطة، أصبحت القمامة قضية جديدة فى عالم الفكاهة السوداء.
ورغم حملة "وطن نظيف" التى أطلقها الرئيس محمد مرسى ضمن برنامج الـ 100 فإنه أكوام القمامة ظلت فى الشوارع بسبب نقص التمويل وتعامل الدولة مع شبكة غير منظمة من جامعى القمامة سواء الخاصة أو العامة.
وبالأرقام تشير الصحيفة إلى أن القاهرة تنتج 14 ألف طن من القمامة يوميا، 8 آلاف منهم يتم جمعهم بواسطة الزبالين ومختلف مقاولى القمامة، فيما يتم ترك 6 آلاف على الأرصفة والزوايا حيث تتغذى عليها بعض الحيوانات.
وتقول لوس أنجلوس تايمز إن المشكلة تزداد تعقيدا بثقافة المصريين التى تسمح بإلقاء القمامة فى أى مكان. وفيما شبهته الصحيفة بالحرب غير المعلنة، يمكن لسكان حى إلقاء مهملاتهم فى حى آخر فى دائرة لا تترك شارعا واحدا فى مأمن.
ويشكو الخبير البيئى أحمد براس قائلا: "نعانى بشدة كواحدة من أكثر مدن العام تلوثا". ويضيف: "لدينا تيفود.. كما أن تلوث الهواء يضر عقولنا وأجسادنا ويهددنا بالأمراض الخطيرة. ووزارة البيئة ليست منظمة على نحو جيد وليست مسئولة. ببساطة، فإن جمع القمامة لن يحل الأزمة. نحتاج إلى سبيل أفضل".
وفى الجانب الآخر من أزمة القمامة تخرج أزمة أخرى، إذ تشير الصحيفة إلى قيام القرويين الذين يصلون القاهرة يوميا من مختلف المحافظات بجمع الخشب والطوب لإضافى أكوام جديدة للأحياء الفقيرة.