ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الصراعات المسلحة بين دولتى شمال وجنوب السودان، والتى تجددت مؤخرا، قد تزيد المخاوف من حدوث أزمات إنسانية جديدة فى المنطقة التى ظلت تعانى لأعوام كثيرة من كوارث كبيرة فى هذا الصدد، خاصة فى ظل تحذيرات أطلقها العديد من المسئولين الدوليين حول الصراع الحالى بين الشمال والجنوب فى السودان يشبه إلى حد كبير الصراع فى دارفور. وأبرزت الصحيفة الأمريكية تصريحا أدلى به أحد مسئولى الأمم المتحدة أن المئات من السودانيين يتركون منازلهم ويذهبون إلى معسكرات بجنوب السودان وإثيوبيا، طالبين اللجوء السياسى فى تلك الدول مع عشرات الآلاف من غيرهم ممن أضيروا من جراء تلك الصراعات منذ بداية الأزمة فى العام الماضى. وأكدت المتحدثة الرسمية باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن اللاجئين السودانيين يخرجون من ولاية النيل الأزرق فى شمال السودان عبر الحدود مع جنوب السودان، نتيجة لمخاوفهم من العنف المتزايد والقصف المستمر. وأضافت واشنطن بوست أن دولة جنوب السودان التى سوف تحتفل بالذكرى الأولى لاستقلالها عن حكومة الخرطوم فى يوليو القادم، أصبحت الأزمات تحاصرها من كافة الاتجاهات، فداخليا تعانى من صراعات قبلية وعرقية تهدد استقرارها وأمنها، أما خارجيا فقد انخرطت الدولة الوليدة فى صراعها مع الخرطوم حول النفط. من ناحية أخرى أكد الناشط الحقوقى موكيش كابيلا، والذى عمل كمبعوثا أمميا فى السودان، أن الوضع فى منطقة جنوب كردفان تعد سيئة للغاية، مؤكدا أن المسألة قد تصبح أكثر عنفا خلال المرحلة المقبلة اذا لم يتم احتواؤها. وقد أعرب كذلك عن تخوفه الشديد من أن تشهد المنطقة وضعا مشابها لما حدث فى دارفور. وأكد كابيلا الذى كان فى زيارة إلى منطقة جبال النوبة بولاية جنوب كردفان أن الطائرات السودانية تقوم بقذف المدنيين هناك، معتبرا أن مثل هذا السلوك الذى تنتهجه الثوات الحكومية فى السودان يعد امتدادا لجرائم الحرب التى ترتكب هناك منذ سنوات طويلة. وأضحت واشنطن بوست أنه بالرغم مما أبدته حكومة الخرطوم من رفض للتصريحات التى أدلى بها كابيلا، إلا أنه قد منعت منظمات الإغاثة من دخول منطقة جبال النوبة لتقديم المساعدات الإنسانية للمقيمين هناك، موضحة أن هناك تقارير قد صدرت عن الأمم المتحدة تفيد بأن المنطقة تعانى من نقص الغذاء وسوء التغذية. وأضافت الصحيفة أن النائب الجمهورى بالكونجرس الأمريكى فرانك وولف قد أعرب عن قلقه الشديد من الوضع الإنسانى فى السودان، مؤكدا أن ما يحدث الآن يشبه ما كان يحدث فى دارفور فى السنوات الماضية من جرائم تطهير عرقى وقتل واعتصاب بحق المدنيين، مطالبا بلاده بوقف الدعم عن أى دولة تعترف أو تدعم الرئيس السودانى عمر حسن البشير.
الأحد أبريل 01, 2012 9:33 am من طرف الكنج