ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه قبل شهر من إجراء الإنتخابات الرئاسية الأولى فى مصر بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، يرى العديد من المتابعين للمشهد السياسى فى مصر أن المرشح الرئاسى عبدالمنعم أبوالفتوح يعد الأكثر قدرة بين كافة أقرانه على توحيد الصف المصرى وإنهاء حالة الإنقسام الحالية بين الإسلاميين والليبراليين.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن أبوالفترح – الذى كان أحد القيادات البارزة بجماعة الإخوان المسلمين فى مصر – يخوض الانتخابات الرئاسية كمرشح إصلاحى مستقل. وأضافت أنه بالرغم من أن الحملة الإنتخابية لأبوالفتوح لا تقوم بشكل كبير على الدين، إلا أنه يعد أحد الخيارات المفضلة لدى قطاع كبير من الإسلاميين باعتباره الأكثر اعتدالا.
وأوضحت الصحيفة أنه على الجانب الآخر من المشهد هناك السلفى حازم صلاح أبو إسماعيل الذى يحظى بدعم كبير من الجانب السلفى المدعوم من المملكة العربية السعودية، موضحة أنه المرشح الذى يتمتع بتشدده الواضح، إلا أن ما قد أعلنته اللجنة العليا للإنتخابات مؤخرا حول حصول والدته على الجنسية الأمريكية قد يعوقه عن استكمال مسيرته نحو كرسى الرئيس فى مصر.
ورأت "واشنطن بوست" أن خيرت الشاطر، المرشح الذى أعلنته جماعة الإخوان المسلمين مؤخرا، يبدو الخصم الأقوى لأبو الفتوح خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، خاصة وأن الجماعة استطلاعات من خلال ذراعها السياسى المتمثل فى حزب الحرية والعدالة من الاستحواذ على غالبية مقاعد البرلمان فى مصر.
وأضافت أن عمرو موسى يبقى منافسا شرسا خلال الانتخابات القادمة رغم أنه قد شغل منصب وزير الخارجية إبان عهد مبارك، إلا أنه بالرغم من الشراسة المتوقعة بين المتنافسين خلال الانتخابات الرئاسية الأولى بعد الثورة، فإن أبو الفتوح سوف يلاقى دعما كبير خاصة أنه سوف يحظى بدعما كبيرا من جانب الشباب الليبرالى والأقباط المسيحيين الذين يخشون وصول الإسلاميين المتشددين إلى سدة الحكم فى البلاد، بالإضافة إلى الإسلاميين الأخرين الذين ليسوا على توافق تام مع الأخوان المسلمين، وهو الأمر الذى قد يقود إلى فوز أبوالفتوح.
وأشارت الصحيفة إلى الكلمة التى ألقاها القيادى الإخوانى السابق، والتى أكد فيها أن المصريين لابد أن يكونوا الأساس الذى ينبغى أن تقوم عليه السياسة المصرية دون تمييز بينهم على أساس الجنس أو الدين أو اللون أو التوجه السياسى أو غير ذلك، مؤكدا أن كل المواطنين لابد أن يكونوا سواء أمام القانون.
وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من أن كلمات أبو الفتوح التى ألقاها فى حديقة الأزهر مؤخرا تبدو غامضة، إلا أنها قد تعكس شيئا مهما، خاصة وأن مصر ظلت تناضل كثيرا للتحول نحو الديموقراطية الحقيقية بعد عقود طويلة عانى فيها المصريون من تداعيات الحكم المطلق للفرد الواحد.
وأضافت "واشنطن بوست" أن هناك تساؤلات عديدة حول الدور الذى قد يلعبه الدين فى الحياة المصرية، خاصة بعد سيطرة الإسلاميين على أغلبية المقاعد البرلمانية خلال الإنتخابات الأخيرة، مضيفة أن الصراع الحقيقى ليس فقط فى مصر وإنما فى مختلف بلدان الشرق الأوسط، يدور حول مفهوم الديموقراطية فى الإسلام.
وأكد الباحث المتخصص فى شأن الحركات الإسلامية أشرف الشريف أن الفكر الذى يتبناه أبوالفتوح يعد نواة لفكر جديد يميل إلى الوسطية، أطلق عليه "اليمين الأوسط"، وأوضح أن هذا الفكر الجديد ربما يكون معارضا لتوجهات الإخوان المسلمين، وربما يكون هذا هو الدافع الرئيسى لليبراليين لانتخاب أبو الفتوح باعتباره المرشح الإسلامى الأفضل من وجهة نظرهم، خاصة وأنه قادر على لم شمل الإسلاميين والعلمانيين والأقباط.
وأبرزت الصحيفة أن هناك خلافا كبيرا فى الرؤى بين أبوالفتوح وجماعة الإخوان المسلمين فى مصر فيما يخص وضع الأقباط المسيحيين والمرأة فى المجتمع المصرى، خاصة أنه قد أكد أن لديهم الحق الكامل فى الوصول إلى أرقى المناصب الحكومية فى البلاد، ومن بينها منصب الرئيس، وهو ما يرفضه الإخوان.
وقد أكد المنسق الإعلامى لحملة أبو الفتوح الإنتخابية على البهنساوى أن المرشح الرئاسى قد وعد بأن يمنح كافة الطوائف الدينية فى مصر الحق فى بناء دور العبادة دون تعقيدات أو عوائق حكومية.
وأوضحت الصحيفة أن الحزب المصرى الديموقراطى الاجتماعى اليسارى يميل إلى تأييد أبو الفتوح، خاصة وأن رئيس الحزب محمود أبوالغار قد أكد أنه المرشح الأكثر اعتدالا ومنطقية، رغم أنه قد أبدى تشككا كبيرا فى قيامه بتعيين أحد الليبراليين أو الأقباط فى منصب نائب الرئيس فى حال فوزه بالمنصب.
على الجانب الآخر لم يبد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى مصر قدرا من القلق حول التحديات التى قد تواجه مرشحهم خيرت الشاطر فى الانتخابات القادمة، فى ظل المنافسة الشرسة من جانب أبوالفتوح، حيث أكد عمر دراج – القيادى البارز بالجماعة – أنه بالرغم من التوجه الإسلامى لأبو الفتوح فإنه يتبنى كذلك وجهة نظر العلمانيين، موضحا أن الشاطر يتبنى رؤية إسلامية معتدلة تمثل الغالبية العظمى من أبناء الشعب المصرى.