تصدر مقتل ما يزيد على 70 مشجعاً وعنصراً أمنياً عقب مباراة لكرة القدم في بورسعيد بمصر عناوين الصحف الألمانية. وبينما تساءلت عدة صحف عما إذا تم التخطيط لهذه الأحداث، ذكر البعض الآخر أن المستفيد هو المجلس العسكري.
عبرت مقالات الصحف الألمانية الخميس (2 فبراير/ شباط 2012) عن صدمتها من أحداث العنف التي وقعت في ملعب بورسعيد، عقب مباراة بين نادي المصري ونادي الأهلي، راح ضحيتها أكثر من 70 قتيلاً، بين مشجع وعناصر أمن.
ونقلت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" عن شريف إكرامي، حارس مرمى الأهلي، في حديث أجرته معه قناة "أون تي في" المصرية، قوله: "لقد انتهى كل شيء وقررنا جميعاً ألا نلعب كرة مرة أخرى". وذكرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن مانويل جوزيه، مدرب الأهلي قال في حديث تلفوني مع قناة "إس آي سي" البرتغالية بعد الأحداث مباشرة، إن "الشرطة وحدها تتحمل المسئولية عما وقع"، بينما وصف أوسكار أوليزوندو، مساعد جوزيه، ما وقع بأنه "عار، خصوصاً أنه كان في الملعب ثلاثة آلاف شرطي".
أما صحيفة "بيلد" الشعبية، فقد حملت صفحتها الرئيسية عنوان "هل تم التخطيط لمجزرة كرة القدم في بورسعيد؟"، وذكرت أن العالم صُدم جراء ما وقع بعد المباراة. وأضافت الصحيفة أن هذه الحادثة هي الأسوأ منذ مقتل 78 شخصاً في غواتيمالا في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 1996، بعد مباراة بين غواتيمالا وكوستاريكا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
"المجلس العسكري يستفيد من الفوضى"
أما مجلة "دير شبيغل"، كبرى المجلات السياسية في ألمانيا وأوروبا، فقد عنونت مقالها على موقعها الإلكتروني بـ"اعتداء على الثوار". وقالت المجلة إن ما وقع كان "حمام دم"، وإن الغموض الذي يحيط بتفاصيله يشير إلى وجود خلفية سياسية له. وأشارت "دير شبيغل" إلى أن المجلس العسكري يستفيد مما حدث، إذ إن هذه الفوضى، بعد أسبوع من إلغاء قانون الطوارئ، ستسمح للمجلس بإعادة تطبيق ذلك القانون بكل قوة، علماً بأنه يسمح وبكل سهولة باعتقال الأشخاص دون سبب وتقديمهم إلى المحاكم العسكرية، حسب قول المجلة.
"هذه حرب وليست كرة قدم". بهذه الجملة عنونت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه" مقالها الطويل حول أحداث بورسعيد. ونقلت الصحيفة عن عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، قوله إن "كرة القدم الإفريقية في حالة حداد"، مضيفة أن الكرة الإفريقية ستتضامن مع ضحايا ملعب بورسعيد بالوقوف دقيقة حداد في مباريات دور ربع نهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، التي تقام حالياً في غينيا الاستوائية والغابون.
وحمل مقال صحيفة "دي تسايت" الرئيسي على موقعها الإلكتروني عنوان "ما حدث لم يكن صدفة"، إذ أكدت الصحيفة أن جماهير الفريقين كانت ممتلئة بالكراهية تجاه بعضها، وذكرت أن محمد سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب المصري وعضو جماعة الإخوان المسلمين، قد اقترح حجب البث التلفزيوني عن الجلسة الطارئة للبرلمان المصري الخميس، الخاصة بمناقشة أحداث ملعب بورسعيد. لكن طلبه قوبل برفض شديد من أعضاء البرلمان، الذي يشكل الإخوان المسلمون نصفه تقريباً.