في محاولة لتشجيع العلماء الشباب، جمعت مبادرة اقتصاد السوق الاجتماعي الجديد الألمانية خمسين ابتكاراً لعلماء شباب في كتاب يحمل اسم "السوبر ستار الحقيقيون لألمانيا"، يهدف الكتاب لعرض نتائج مجهود هؤلاء الشباب على الجمهور.
في كل جامعة في ألمانيا هناك عدد من الباحثين والعلماء الشباب، الذين يعملون في صمت داخل معاملهم ومختبراتهم، ساعين لتحقيق عالم أفضل للغد. لدى هؤلاء الشباب الكثير من المشاريع المستقبلية في كل المجالات العلمية بداية من علم البيونيك (علم تقليد الطبيعة) ووصولاً إلى النانوتكنولوجي (تقنية المنمنمات). وللتعريف بهؤلاء الشباب قامت مبادرة اقتصاد السوق الاجتماعي الجديد الألمانية اي.ان.اس.ام بنشر كتاب تحت عنوان:"السوبر ستار الحقيقيون لألمانيا: خمسون مشروع وفكرة لعالم الغد".
وعن هدف نشر هذا الكتاب، يقول مدير المشروع ينز فالتر في حديث لدويتشه فيله: "الهدف هو أن نقدم الأبطال الخفيين الذين يبحثون في المعامل والمكتبات، وهم غير معروفين، على عكس العلماء الكبار، مثل هذين العالمين الألمانيين الحاصلين على جائزة نوبل مثلا.ً لذلك حاولنا أن نعطي هؤلاء الشباب الفرصة ليكلموا الجماهير، خاصة وأن لديهم أفكاراً رائعة، كما أنهم يتعبون ويحاربون لينفذوها. أردنا أن نظهر أن هناك مشاريع متميزة وأفكار لدى هؤلاء الشباب".
مشاريع عديدة متصلة بالحياة اليومية
من بين هذه المشروعات مثلاً مشروع لحاسب آلي ينبه لأخطار الكوارث الطبيعية أوتوماتيكياً، ومشروع آخر لإيجاد علاج مرض ألزهايمر باستخدام الخلايا الجذعية أو إنسان آلي يصل إلى أعماق لا يصل إليها البشر أو مثلاًً مشروع لملابس تصلح نفسها بنفسها في حال تمزقت وغيرها من الأحلام التي قد تبدو غريبة، لكن البحث العلمي قد يحولها إلى حقيقة.
وأكثر ما يميز مشاريع هؤلاء الشباب هو كونها متعلقة بالواقع اليومي، فمن منا لم تقطع ملابسه في يوم ما، ووضعته في موقف محرج، تمنى أن يخرج منه بأي شكل؟ وربما حلم أحدنا آنذاك أن تصلح الملابس نفسها، لكنه لم يفكر في هذا الأمر جدياً، أما هؤلاء الشباب، فهم يحاولون بالفعل تحقيق تلك الأحلام. ومن بين هذه الأحلام، حلم شتيفان راجه، الذي بدأ بالفعل في التحقق وهو حلم السفن التي تعمل بشراع هوائي عملاق.
يعتبر فالتر هذا المشروع من أكثر المشاريع تميزاً، حيث أن هذه السفن لا تعتمد في حركتها على قوة المحركات فقط، بل تعتمد أيضاً على قوة الرياح، وهي بالتالي من ناحية توفر في استخدام الوقود مرتفع الثمن، كما أنها تساعد في حماية البيئة. ومن ناحية أخرى يعتبر فالتر أن هذا المشروع إنجازاً لأنه بدأ كحلم في ذهن شتيفان راجه، ثم تحول إلى حقيقة بعد أن اشترته إحدى الشركات الملاحية الكبرى.
العلماء الشباب أمل المستقبل
وفي رأي فالتر، فإن تسليط الضوء على هذا المشروع وغيره من المشاريع الشبابية يعطي الأمل في المستقبل كما أنه يهدف أيضاً إلى تشجيع الأجيال الجديدة للاتجاه إلى الدراسات العلمية والهندسية، وربما لذلك تم اختيار اسم "سوبرستار" لإطلاقه على هذا الكتاب كما يؤكد فالتر قائلاً: "اخترنا اسم سوبر ستار، المأخوذ عن البرنامج التلفزيوني المعروف، والذي يعرف الناس بالمواهب الفنية الشابة لشعبية هذا البرنامج وانتشاره. أما السوبر ستار أو النجوم الحقيقيون في رأينا، فهم هؤلاء العلماء الذين يساعدوننا على التقدم، ويجعلون عالمنا أفضل عن طريق ابتكاراتهم وأفكارهم الجديدة. فعالمنا مليء بالمشاكل اليومية، وهؤلاء العلماء ليسوا شيوخاً، بل شباب، وهو ما يعطينا الأمل في المستقبل".
الخميس مارس 22, 2012 10:22 am من طرف الكنج