في ندوة حول أدب نجيب محفوظ للجمهور التركي على هامش مهرجان أنقرة السينمائي الدولي؛ قال المخرج مجدي أحمد علي إن عالم نجيب محفوظ شديد الثراء، وأهميته تنبع من أن شخصيات نجيب محفوظ في رواياته يمكن أن نجدها في أي مكان في العالم، ويشعر بها أي إنسان حتى لو اختلفت الثقافات وتعدّدت اللغات.
وأضاف أنه إذا تُرجمت أعمال محفوظ على نطاق واسع إلى التركية ستَلقى اهتماما كبيرا بين الجمهور التركي، مؤكّدا أنه شديد الحماس الآن للتعاون في "مشروع المستقبل" بين منظّمات المجتمع المدني في كل من مصر وتركيا من أجل تدعيم العلاقات الثقافية والسينمائية، وأنه سوف ينقل تلك الأفكار لوزير الثقافة في مصر.
وصرّح بأن شخصية "الفتوة" التي اكتشفها نجيب محفوظ لاقت اهتماما ملحوظا في المكسيك، ورأوا أن عالم نجيب محفوظ قريب جدا منهم لتشابه تلك الشخصية في المجتمع المكسيكي، لدرجة أن المؤلفة المكسيكية -التي نقلت إحدى روايات نجيب محفوظ- قالت إنها ظلّت تبكي طوال الليل بعد الانتهاء من العمل؛ لأنها شعرت أنها تتشابه مع الواقع المكسيكي.
وأكّد المخرج مجدي أحمد علي أن نجيب محفوظ تأثّر جدا بالسينما، مشيرا إلى استخدام الرمز في كتابات وأعمال محفوظ السينمائية، وهو التوظيف الذي لم يكُن ساذجا أو بطريق الصدفة، ودلّل على ذلك بفيلم "بين السماء والأرض" عام 1959 وكانت فكرة جريئة وليست معتادة في ذلك الوقت، كما تحدّث عن شخصية أحمد عبد الجواد في روايات نجيب محفوظ في "الثلاثية" التي تتحدّث عن كفاح الشعب المصري ضد الإنجليز.
وقال المخرج خلال الندوة التي عُقدت بمقر معهد "جوته" الثقافي الألماني بوسط العاصمة التركية (أنقرة)، إن المناخ الثقافي والسياسي الذي صاحب بدايات نجيب محفوظ منذ ولادته سنة 1911 في حي الجمالية وسط القاهرة الإسلامية، أثّر في تشكيل فكر نجيب محفوظ؛ حيث شهدت تلك الفترة وحتى قبل مولد نجيب محفوظ عدة أشياء مهمة في تاريخ الثقافة والفكر في مصر؛ منها إنشاء المتحف المصري والمتحف الإسلامي والمتحف القبطي، وهذه هي المكوّنات الثلاثة الجوهرية للهوية المصرية، وهذا ما أدركه الخديوي إسماعيل، والتي هي خليط من الحضارة الفرعونية والإسلامية والقبطية.
كما شهدت تلك الحقبة إنشاء أول جامعة بالمنطقة للعلوم المدنية الحديثة وأول كلية لتعليم الرسم والنحت (كلية الفنون الجميلة)، كما وقفت على المسرح أول ممثلة مصرية، وتم إنتاج أول فيلم مصري، ثم صدر أول قانون للأحزاب السياسية وأول قانون للمطبوعات.
وأعرب المخرج المصري عن أن أحد الأسباب التي أدّت إلى نجاح شخصية نجيب محفوظ هي تمسّكه بالروتين اليومي الذي اتخذه طوال حياته، والذي لا يتغيّر على الإطلاق من عادة الكتابة مبكرا، والذهاب إلى القهوة الشهيرة بقلب ميدان التحرير، ثم لعمله في المصلحة الحكومية؛ لأنه كان شديد الالتزام بفكرة تنظيم الوقت والعمل.
السبت مارس 24, 2012 8:54 pm من طرف الامبرطور