السلام عليكم.. أنا ولد عندي 27 سنة ومثقف والحمد لله، وشخصيتي متزنة إلى حد ما؛ لكن في بعض الأوقات لا أعرف كيفية التعامل مع حبيبتي، وإليكم المشكلة. ارتبطت بيها من فترة طويلة ثم افترقنا بسبب ظروفي المادية الصعبة إلى حد ما، وأيضا لأني كنت لا أحس بها لحد كبير؛ لكن بعد فترة طويلة حوالي سنة حسيت إني بحبها فعلا، وعايز أكلمها وارتبط بيها. باختصار رجعنا لبعض وارتبطنا، وفي بداية الأمر كان عندها مشكلة كبيرة في شغلها، ولم أتخل عنها؛ بل وقفت جنبها، وأيضا بعض المشكلات في الشغل في بداية العلاقة والحمد لله حليتها وانتهت. هي إنسانة جدعة جدا وطيبة جدا، ووقفت معايا كمان في مواقف ومشكلات أيضا؛ ولكن أنا عصبي، وهي أيضا عصبية، وبنحب بعض جدا؛ ولكن حدث أني في أي مشكلة بينا أتخانق وأزعق، وممكن أشتم بأسلوب مش كويس أوي مني، وهي حست أني اتغيرت ومش أنا اللي تعرفه. سلوكي أتغير أو عرفتني على حقيقتي؛ ولكن بسبب عصبيتي بتنرفز بسرعة بسبب أمور تافهة أساسا؛ فنتخانق وأنا باصالحها، بس مش بتصفى بسرعة وبتعذبني علشان أصالحها، أنا عودتها على كده فترة أزعلها وأصالحها. بعد عذاب بدأ حبي ليها يزيد جدا، وماقدرش أستغنى عنها، حصل مواقف بينا زعلتها مني، وكانت دائما تطلب مني أنها تبعد عني؛ لأني عملت حاجات مش كويسة معاها، وإني زعقت أو اتنرفزت أو شتمت، ورد فعلي إني باقول لها: "أرجوكي مش تسيبيني أنا بحبك"، وبكيت لما جت في مرة قالت لي: "لازم نبعد علشان إحنا مش لبعض، وممكن في البيت يرفضوا". وآخر مرة اتخانقنا بسبب حاجات تافهة، ولما باصالحها مش بتصفى بسرعة فالموضوع بيكبر، ومش بتسامح مع أني باسامح في أي موقف حصل، لحد ما حصل إنها ضاقت بيها العلاقة، ومابقتش مستحملة إننا نكمل. واتهمتني أني بعت لها رسالة على أكونت على الفيس إني باشتم فيها في فترة زعلنا، وده ماحصلش، ومش مصدقاني إني مش أنا اللي شتمت.. ونهاية الأمر فضلت البُعد وأنا مخنوق؛ لأني حبتها وهي كمان بتحبني جدا، بس أنا مابقدرش استغنى عنها؛ لإن بينا ذكريات حلوة ووحشة برضة؛ لكن دايما بافتكر الأحلى. باختصار أنا شديت عليها شوية، وكان أسلوبي مش كويس أوي في التعامل لما بنزعل؛ لكن لما بنكون كويسين باكون زي الفل معاها، وهي اتغيرت معايا بسبب الخلافات الكثيرة بيننا.. ماذا أفعل؟!! Tiens rosse الصديق العزيز.. أحيانا نظن أن وجود الإنسان الذي يحبه ويحبنا أمر مسلم به، نفعل به ما نشاء، نأتي ونذهب وهو موجود، نغضب ونفرح ونقضي أوقات حلوة ومرة ونحن على قناعة تامة بأنه لن يتحرك من مكانه مهما حدث، وهذا هو أساس مشكلتك مع الأسف؛ هو أنك تعرف جيدا ما يتسبب في خلق المشكلات بينك وبين تلك الفتاة، ومع ذلك تفعله معتمدا على وجود تلك الفتاة. ما قامت به هذه الفتاة بعد ابتعادك عنها ورجوعكما سويا هو أنها رغبت أن تستقر علاقتكما معك؛ ولكنها لم تجد أي تغيير حدث، رغم أنك تقول إن ظروفك ليست على ما يرام، بمعنى أنكما مرتبطان، وأمامك وقت حتى تتزوجها، وهي لا تجد منك سوى الغضب والعصبية، وأنا على يقين أنه مهما كانت هي عصبية فهي لم تصل لمستوى غضبك عليها، فما الذي يجعلها تحتمل كل هذا، وما هو المقابل. عزيزي.. تنتظر كل امرأة وخاصة فترة ما قبل الزواج أن تجد الرجل الذي طالما رغبت فيه وتمنت أن يكون زوجها يوما ما تنتظر حبه وحنانه وطريقة تعامله مع الأمور والمواقف الصعبة، فهي تقيّم طوال الوقت سلوكه وتصرفاته، وتقيس الأمر على المدى الطويل، والأمر كما أوضحته أنت أنكما تحبا بعضكما وبشدة. ولكن الحب وحده لا يكفي مع الأسف فمهما بلغت درجة حبكما يأتي ما تفعله مع الوقت ليقضي على الأخضر واليابس، ومع مرور الوقت تبدأ في وضع ميزانا؛ فتصبح كفة الحب في ناحية، والناحية الأخرى فيها مميزات الرجل وعيوبه، ومدى توافق كلا الطرفين مع بعضهما، وصدقني لم أجد علاقة ناجحة كان لكفة ميزان الحب نصيبا فيها، مع الأسف فكما قلت ليس الحب وحده كافيا؛ ولكن هناك أمورا أخرى تؤخذ في الاعتبار. ترك تلك الفتاة لك اعتبره درسا قاسيا في حد ذاته، ولن أطيل اللوم عليك؛ فهو لا يجدي نفعا، ولن أتساءل عن الطريقة التي انتهت بها علاقتكما؛ ولكن أن كنت تعلم عن حق أن هذه الفتاة تحبك؛ فعليك أن تجلس مع نفسك جلسة صراحة تتوعد فيها ذاتك أولا بأن تتغير، وتحاول التحكم في أعصابك قدر الإمكان، وتبدأ في ممارسة ذلك عند تعرضك لأي نوع من الضغوط، وتحاول أن تتحدث مع هذه الفتاة، وتصارحها بأنك بالفعل ترغب في أن تتغير؛ لأنها تستحق هذا، واعتذر عمّ سأقوله؛ وهو أنها لو رفضت رجوعك إليها فعليك احترام رغبتها؛ لأنه من الواضح أن قرارها لم يأتِ من فراغ، وربما كان هذا لصالحكما أنتما الاثنين معا. اعلم أن قولي الأخير فيه بعض من الإحباط؛ ولكنني أريدك أن تضع كل الاحتمالات، ولا أقول لأن الذنب ذنبك كليا؛ ولكني أعلم أن تغييرك سيفيدك على كل المستويات؛ حتى إن لم تكتب لك هذه العلاقة لو كان الله يريد هذا، ولكني أعود وأتمنى أن يوفقك الله حتى لا يضيع حبكما سدى.. تابعني بأخبارك وتحياتي وتمنياتي لك بالتوفيق.
الجمعة مارس 23, 2012 3:47 am من طرف شرى