وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاعتداء الذي قتل فيه 4 أشخاص بينهم 3 أطفال أمام مدرسة يهودية في تولوز بـ"مأساة وطنية". ورئيس مؤتمر الحاخامات الأوروبيين يطالب بتعزيز الإجراءات الأمنية لحماية المنشآت اليهودية في أوروبا.
وصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، اليوم الاثنين (19 آذار/ مارس 2012)، إلى المدرسة اليهودية التي شهدت مقتل حاخام وثلاثة أطفال في إطلاق نار من قبل مجهول، وذلك في مدينة تولوز جنوبي البلاد. وقال بعيد وصوله أن الاعتداء يشكل "مأساة وطنية".
ومن المتوقع أن يتوجه عدد من الوزراء أيضا ومرشح الرئاسة الاشتراكي فرانسوا هولاند لزيارة مدرسة أوزار جاتوراه، التي شهدت إطلاق رجل يرتدي خوذة دراجة بخارية النيران على الأطفال لدى وصولهم لبدء اليوم الدراسي.
وشوهد الرجل يلوذ بالفرار على دراجة بخارية عقب الهجوم. وفي مقابلة تليفزيونية عقب الحادث، قال ساركوزي "إنها مأساة أن يكون هناك أشخاص مجنونين قادرين على تنفيذ مثل هذا العمل". وأمر الرئيس الفرنسي بدقيقة صمت حدادا على الضحايا، غدا الثلاثاء، في كافة المدارس الفرنسية.
وسارعت الحكومة الألمانية إلى إدانة حادث إطلاق النار في تولوز. وعبر وزير الخارجية غيدو فيسترفيله عن أمله في سرعة القبض على الفاعل ومحاكمته. وأكد الوزير الألماني بأنه لا مكان لمعاداة السامية وللعنف ضد اليهود في أوروبا. ومن جانبه أدان رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو الاعتداء الدموي، موجها تعازيه، باسم الاتحاد الأوربي، إلى أسر الضحايا، وفقا لما ورد في بيان صادر عنه اليوم الاثنين.
إسرائيلي بين الضحايا
وتبين أن الرجل البالغ الذي قتل يحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية وينحدر من القدس، حسبما أعلن أحد المقربين من الرجل. وقال المصدر إن "جونثان ساندلر قتل في إطلاق النار في تولوز، وكان قد غادر في أيلول/ سبتمبر الماضي في مهمة لعامين لتدريس مواد يهودية في تولوز". وأعلن المدعي العام في تولوز ميشال فالي أن أستاذ دين (30 عاما) وولداه (3 و 6 سنوات) وطفل ثالث في العاشرة، قتلوا برصاص مسلح كان على متن دراجة نارية، لاذ بالفرار بعد الهجوم الذي أوقع أيضا جريحا إصابته بالغة. ويعتبر الاعتداء الذي أثار الذعر في البلاد الأول من نوعه ضد يهود في فرنسا، منذ الاعتداء الذي أوقع ستة قتلى في باريس عام 1982 ضد مطعم معروف في الحي اليهودي للعاصمة.
وطالب رئيس مؤتمر الحاخامات الأوروبيين اليوم الاثنين بضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية كافة المنشآت اليهودية في أوروبا. وقال الحاخام بينتشاس جولدشميت في بيان له :"هناك حاجة ملحة اليوم لضمان توفير الإجراءات الأمنية المناسبة بالنسبة لكل المؤسسات اليهودية في أوروبا للتأكد من عدم تعرض سلامة اليهود في هذه القارة للخطر". وأضاف أن الهجوم "يعد مؤشرا على مجتمع يسمح بتفاقم حالة عدم التسامح"، وطالب السلطات الفرنسية باتخاذ كافة الخطوات لضمان إلقاء القبض على منفذ الهجوم وتقديمه للعدالة.
وبدأت السلطات الفرنسية بالتحقيق بشبهة الإرهاب في الاعتداء، إذ أن الشهادات وفرضيات المحققين ترجح أن تكون تلك ثالث جريمة يرتكبها رجل يتنقل على متن دراجة نارية، وذلك بعد استهداف عسكريين في تولوز ومونتوبان المجاورة، أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى، هم ثلاثة جنود من أصل مغاربي وإصابة رابع بجروح خطيرة. وكان إطلاق النار في تولوز قد تم من سلاحين، أحدهما من نفس عيار السلاح المستخدم في الهجوم ضد المظليين بحسب مصادر من الشرطة. وأشار ساركوزي ووزير الداخلية كلود غيان إلى وجود "أوجه شبه" بين القضايا.
الأربعاء مارس 21, 2012 1:55 am من طرف الكنج