تصاعدت في دول الخليج دعوات لهدم الكنائس وعدم بنائها في جزيرة العرب، وكانت آخر تلك الدعوات فتوى أطلقها مفتي عام السعودية عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ طالب فيها بإخلاء كل الجزيرة العربية من معابد الأديان الأخرى.
جريدة الأنباء الكويتية كانت قد التقت بمفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ وسألته عن دعوات أطلقها أعضاء في البرلمان الكويتي لمنع بناء الكنائس والقيام بهدمها، في إشارة إلى دعوة من عضو مجلس الأمة الكويتي النائب أسامة المناور الذي طالب بتشريع قانون لإزالة الكنائس من الكويت ومنع بناء كنائس جديدة. وفي معرض رده على سؤال الصحيفة قال آل شيخ "الكويت جزء من الجزيرة، والجزيرة العربية يجب أن تهدم كل ما فيها من الكنائس، لأن هذه الكنائس هو اقرار بدين آخر غير الإسلام"، وأشار في ذلك إلى حديث ينسب إلى النبي محمد يرفض وجود أديان أخرى في جزيرة العرب . ومن تم يستخلص المتحدث " فبناؤها في الأصل لا يصح، لأن هذه الجزيرة يجب أن تخلو من هذا كله".
"دعوات غير حضارية"
وعلق الناشط في الدفاع عن الأقليات كامل زومايا ممثل المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري في ألمانيا في حديث مع DWعربية على هذه الفتوى بالقول " الدعوات لهدم الكنائس تمثل ظاهرة غير حضارية، تعكس غياب روح التسامح بين المسلمين وغيرهم في منطقة الشرق الأوسط، ومن المفارقات أننا نسمع مع هذه الدعوات أن مدينة النجف الأشرف في العراق تعيد بناء الكنائس التاريخية التي يصل عمر بعضها إلى 1400 عام" وأشار الى وجود ثلاثين موقع أثري تضم أديرة وكنائس تقوم الهيئة الدينية في المدينة برعايتها. واستدرك قائلا "هذه صورة أخرى تكشف عن روح الإسلام المتسامح ".
وفي ردود الأفعال على دعوات النائب الكويتي أسامة المناور بشأن هدم الكنائس، قال النائب أحمد لاري: "هناك وقفة جادة ضد هذه المطالب الإقصائية، لاسيما أن مواطني الطائفة المسيحية في الكويت تواجدوا على هذه الأرض الطيبة منذ القدم، ضمن النسيج الاجتماعي الكويتي، حيث لهم حرية ممارسة عقيدتهم مثل بقية المواطنين".
تكريس للكراهية تجاه المسلمين
وفي المملكة العربيةالسعودية، انتقد رجل الدين محمد العريفي في خطبة صلاة الجمعة، البلدان الإسلامية المختلفة التي توجد فيها الكنائس وتضرب فيها النواقيس ويعلق المسيحيون فيها الصليب، محرضا على هدم كنائس المسيحيين والمراقد المقامة على قبور الشيعة في البلدان الإسلامية.
وقد استنكر عدد من مسيحيي العراق ولبنان ومصر تصريحات رجل الدين السعودي محمد العريفي. وفي مقابل هذا الموقف المحرض أشار الناشط في الدفاع عن الأقليات كامل زومايا الى مشروع زيارة بابا الفاتيكان لقبر النبي إبراهيم في مدينة أور جنوب العراق واعتبره موقفا يعمق روح التسامح والتعايش والحوار بين الأديان. وقال إلى أن هذه المقارنة تكشف عن " وجود تصحر فكري عند الآخر الذي يحاول أن يقصي ويهمش الآخرين". واعتبر أن كل الديانات تنطلق من روح المحبة والتسامح لأنها ترتبط " بالعبادة والعقيدة الفردية بين الإنسان والرب".
وفي تقييمه للتداعيات المسيحية المحتملة، ميّز زومايا بين وجود موقفين في أوروبا، أحدهما رسمي، وثانيهما شعبي. واعتبر أن الأول لا يتسرع عادة في رد الفعل تجاه أفعال بعض الناس، "لكن الموقف الشعبي يمكن أن يتأثر بهذه الدعوات" التي ينقلها إليه الإعلام وهو نفس الأعلام الذي ينقل له جهود ومساعي المسلمين لبناء مساجد كبرى في المدن الأوروبية. غير أن المتحدث يتخوف من أن يتحول هذا الموقف المتشدد ويتطور إلى عداء للمسلمين والإسلام فيكرس مفاهيم العداء والكراهية تجاههم".
السبت مارس 17, 2012 2:27 am من طرف الكنج