أكد الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك أن ما يحدث فى مدينة حمص السورية قد يعيد إلى الذاكرة ما حدث من قبل فى مناطق عدة من العالم نتيجة للعنف الشديد الذى انتهجه العديد من القادة الديكتاتوريين الذين كانوا يحكمون فى تلك الدول كصدام حسين فى العراق حافظ الأسد فى سوريا ومعمر القذافى فى ليبيا، خاصة أن هؤلاء الحكام قد عملوا على قمع معارضيهم بمختلف السبل للقضاء عليهم.
وأضاف الكاتب أن ما تشهده مدينة حمص يشبه إلى حد كبير المذابح التى شهدتها صربيا عام 1995 ومدينة حما السورية عام 1982، لذلك يتساءل الكاتب حول كيفية السماح بتكرار تلك المذابح مرة أخرى فى حمص.
ويرى أن هناك العديد من المقاربات بين مذابح حمص ومذابح صربيا منها قيام القادة العسكريين بقتل المدنيين، وادعاؤهم كذلك بمحاربة الإرهابيين الإسلاميين، بالإضافة إلى منع هيئة الصليب الأحمر الدولية من الدخول لإمداد الأهالى بالمساعدات الإنسانية، وكذلك منع الصحفيين من تغطية الأحداث، بالإضافة إلى فشل المجتمع الدولى فى التدخل لإنقاذ الموقف المتردى فى الحالتين.
إلا أن الكاتب البريطانى قد أبرز اختلافاً مهماً بين حالتى صربيا وحمص، هى أن المسيحيين فى صربيا كانوا يقتلون المسلمين فقط؛ لأنهم مسلمون فى حين أن المسلمين فى حمص يقتلون نظراءهم المسلمين. وأضاف أن الأمم المتحدة كذلك قد تدخلت من خلال إرسال وحدات عسكرية إلى صربيا خلال المذابح التى قامت هناك فى التسعينيات من القرن الماضى، فى حين أنها تركت حمص بلا حماية.
وانتقد فيسك الموقف الذى تتبناه بلاده الرافض لفكرة التدخل العسكرى فى سوريا رغم ما ترتكبه قوات نظام بشار الأسد من مذابح هناك، وهو ما يعكس حالة العجز التى تعانيها بلاده تجاهها، فى حين أن هناك تهديدات متلاحقة يتم إطلاقها حول ما أسماه برنامج إيران النووى "الأسطورى".