يكتب روبرت فيسك عن الأوضاع فى سوريا اليوم، وتحدث فى بداية مقاله الذى جاء تحت عنوان "الوضع المخيف يبقى نظام الأسد فى السلطة" عن تاريخ مدينة حمص منذ عهد الرومان وحتى الآن، وقال إن تلك المدينة لها أهمية كبيرة لكل السوريين السنة والشيعة والعلويين على حد السواء.
ويتساءل الكاتب: هل من المدهش أن تكون تلك المدينة مهد للثورة أو أن تعتزم السلطات السورية إعادة السيطرة عليها لكسر التأييد للثورة. فقبل ثلاثين عاما، أسقط حافظ الأسد أكثر من 10 آلاف شهيد فى مدنة حماة الشمالية. وفى الأسبوع الماضى تحولت حمص إلى حماة صغيرة.
ويرى الكاتب أنه لا يوجد ما يثير الدهشة فى هروب الجيش السورى الحر من المدينة، فلم يكن أحد يتوقع أن يهرب النظام بسبب مئات من الرجال المسلحين بالكلاشينكوف الذين يريدون تدشين انتفاضة وارسو مصغرة فى حمص. ويتساءل فيسك مرة أخرى: هل صدقنا بالفعل أن مقتل النساء والأطفال والصحفيين سيمنع هؤلاء الذين يزعمون ارتداء عباءة القومية العربية من سحق المدينة.
وتحدث الكاتب عن النفاق الغربى الشديد الذى تجلى فى الأزمة السورية، وقال إن السوريين قد فهموا النفاق الدولى عندما تبنى الغرب بسعادة أوهام نيكولا ساركوزى وديفيد كاميرون وهيلارى كلينتون ودول الخليج الذين كانوا يطالبون بالديمقراطية لسوريا ويرفضون منحها لشعوبهم.
فهل يخطط السعوديون الحريصون الآن على تسليح السنة فى سوريا ـ إلى جانب قطر، لتسليم السلطة فى بلادهم للمواطنين وللأقلية الشيعية.
ويمضى فيسك فى القول إن أمريكا تعاملت مع الأزمة السورية بنفس الحلم القديم: إذا كانت هناك دولة بوليسية فاسدة، فإن معارضيها حتى ولو كان تسليحهم ضعيفا سيفوزون لأنهم هو الطيبون الصالحون. وظهرت الكلاشيهات القديمة التى تصف البعثيين بالنازيين، وبشار بأنه مجرد أداة فى يد عائلته، وأسماء الأسد وصفت بأنها إيفا براون ومارى أنطوانيت بل والليدى ماكبث، فبنى الغرب والعرب آمالهم على هذا الهراء.
ويعتقد فيسك أن الدليل الأوضح على هذا النفاق من جانب الغرب أنه كلما زاد انتقاد ساركوزى وكاميرون وكلينتون للفظائع فى سوريا، كلما زاد رفضهم للتسليح المعارضة.
ويشير إلى أن هناك شروط لابد من تلبيتها. فعليهم، أى قادة الدول الغربية، أن يتحدثوا إلى صوت واحد فى المعارضة، رغم أن هذا الأمر لم يفلح أيضا فى حالة ليبيا. وكان نفاق ساركوزى واضحا لحميه السوريين، فهو يسعى لتعزيزى حظوظه فى الانتخابات الرئاسية.
الأربعاء مارس 21, 2012 12:18 pm من طرف الكنج