قام معهد فراونهوفر الألماني ببناء فندق المستقبل في مدينة دويسبورغ وفقاً لتصوراتهم عن عام 2020. الضوء في فندق المستقبل يعرف مكان وجود النزيل ويغير زاويته بتغير مكانه، أما الروبورت الخادم فيقوم بتأمين كل ما يحتاج إليه.
ترى كيف سيصبح شكل فندق المستقبل؟ إذا كنت من بين الذين يشغلهم هذا السؤال، فعليك بزيارة فندق المستقبل في مدينة دويسبورغ الألمانية. صمم علماء معهد فراونهوفر الألماني الغرف النموذجية لعام 2020 في هذا الفندق، كما تخيلوها، حيث يمكن للضوء أن يعرف أين يجلس النزيل ليقرأ. كما يقوم الروبوت الخادم بتقديم الطلبات للضيف بدون أن يكلفه عناء التحرك من مكانه.
وعند دخولك غرفتك في الفندق يرحب بك أحد الكومبيوترات قائلاً: "مرحباً بك في فندق المستقبل! أنا الحاسب الآلي الخاص بغرفتك، وأنا في خدمتك. أنت في غرفة أكثر الفنادق تطوراً في العالم، اسمه فندق المستقبل، ورقم الغرفة 2020".
حقل تجارب
وبالفعل يشعر المرء أنه انتقل إلى المستقبل عبر هذه الغرفة، التي لا تشبه في شيء غرف الفنادق المعتادة. ومنذ اللحظة الأولى تذكر الغرفة بأفلام الخيال العلمي، فرائحتها مختلفة عن الغرف المعتادة، وإضاءتها غير المباشرة تعطي إحساساً غريباً بالفراغ. لكنها بالرغم من ذلك لا تعطي إحساساً بالغربة، ولذلك فقد تم تسجيل تلك التجديدات التي نفذت في الغرف التجريبية لفندق المستقبل، كما تؤكد مديرة المشروع فانيسا كوركمان قائلة: "الغرف النموذجية لفندق المستقبل تعد بالنسبة لنا حقل تجارب مناسب لتطبيق تقنيات وأفكار جديدة، بشكل لا يمكن للقائمين على الفنادق العادية تجربته".
عودة إلى الطبيعة
وبالرغم من الأشياء الجديدة الكثيرة التي يجدها المرء في فندق المستقبل، يشعر بسرعة بالراحة داخل هذه الغرفة ذات الأثاث الحديث. فالأشكال والمواد المستخدمة في تأسيس الغرفة تمنح إحساساً بالدفء، وهو ما ترجعه السيدة بوركمان إلى الاعتماد في الإضاءة على المصابيح الثنائية الباعثة للضوء (LED). كما أن الأثاث الحديث المصمم بدون زوايا حادة يضفي نوعاً من الانسجام. عن هذا تقول كوركمان: "الأشياء الدائرية تريح الأعصاب لأنها قريبة من الطبيعة، كما أنها تعطينا الفرصة لدمج التقنية في التصميم بأكمله". وتضيف الخبيرة الألمانية: "إن هذه الأشكال وجدها أجدادنا في الكهوف، ونجدها نحن في الطبيعة. وهو ما يعطي نوعاً من الهدوء، الذي يصعب التوصل إليه بطريقة أخرى". وبالإضافة إلى التصميم يتمتع فندق المستقبل بتقنيات لا تحصى. ويمكن التعامل مع الحاسب الآلي التفاعلي من أي مكان في الحجرة، وهو يجيب على أية أسئلة يطرحها النزيل.
تقنيات لا تحصى
ويمكن لهذا الحاسب الآلي تقديم كل المعلومات الخاصة بالفندق، وأيضاً بالمكان المحيط به، ويمكنه أيضاً إعطاء النزيل نصائح عن أفضل الأماكن السياحية التي يمكن زيارتها أو كيفية قضاء أوقات الفراغ. كما يعرفه بأفضل المطاعم في المنطقة المحيطة به، إضافة إلى إمكانية الاتصال بشبكة الإنترنت في كل مكان بالحجرة. إلا أن أروع ما في تلك الحجرة، هي النافذة العملاقة، التي يمكن تحويلها إلى ستار أو إلى شاشة، يعرض عليها المرء ما يشاء. عن هذا تقول مديرة المشروع: "من الممكن مثلاً، عندما يشعر النزيل بشوق إلى أفراد أسرته، أن يعرض صورهم على تلك الشاشة، فيشعر بهم حوله". أما السرير، فهو لا يسمح فقط بالنوم، لكن به خاصية التأرجح، والتي تعطي استرخاءً بعد يوم طويل من العمل الشاق.
الخميس مارس 22, 2012 2:45 am من طرف الكنج