تم إنشاء المملكة المتحدة من الممالك التاريخية القائمة حينها مملكة إنجلترا (بما فيها ويلز) وأيرلندا واسكتلندا. بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر جلبت سلسلة من الأحداث السياسية هذه الدول إلى اتحاد سياسي وثيق. توحدت انكلترا وايرلندا واسكتلندا في اتحاد شخصي في اتحاد التيجان (en) في 1603 عندما ورث جيمس السادس ملك اسكتلندا عرشي مملكتي إنجلترا وايرلندا ونقل بلاطه من ادنبرة إلى لندن على الرغم من الممالك الثلاث حافظت على بنى سياسية مستقلة
في 1 أيار 1707، تم إنشاء مملكة بريطانيا العظمى (en) من خلال اتحاد سياسي بين مملكة إنجلترا (التي تشمل ويلز) ومملكة اسكتلندا. يعود هذا الحدث لمعاهدة الاتحاد (en) التي تم الاتفاق عليها في 22 تموز 1706، ومن ثم التصديق عليها من قبل برلمان انكلترا (en) وبرلمان اسكتلندا (en) وتمرير قوانين الاتحاد في عام 1707 (en).
لاحقاً وبعد مرور قرن من الزمان، تم دمج مملكة أيرلندا، (خاضعة للسيطرة الإنكليزية منذ عام 1691)، مع مملكة بريطانيا العظمى لتشكيل المملكة المتحدة من بريطانيا العظمى وإيرلندا (en) مع تمرير قوانين الاتحاد في عام 1800 (en). أدى النزاع في أيرلندا بشأن شروط الحكم الذاتي الإيرلندي (en) في نهاية المطاف إلى تقسيم الجزيرة (en) في 1921، حصلت الدولة الأيرلندية الحرة (en) في عام 1922 على سيادة كاملة بينما بقيت أيرلندا الشمالية جزءا من المملكة المتحدة. نتيجة لذلك وفي عام 1927 تغير اللقب الرسمي (en) للمملكة المتحدة إلى شكله الحالي المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية
لعبت المملكة المتحدة في قرنها الأول دورا مهما في تطوير الأفكار الغربية حول النظام البرلماني، وكذلك في تقديم مساهمات كبيرة في العلوم والأدب والفنون. غيرت الثورة الصناعية التي قادتها المملكة المتحدة وجه البلاد وغذت طموح الإمبراطورية البريطانية. خلال هذا الوقت، كانت المملكة المتحدة وعلى غرار القوى العظمى الأخرى ضالعة في الاستغلال الاستعماري، بما في ذلك تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، رغم أن المملكة المتحدة لعبت دورا قيادياً في مكافحة الاتجار في الرقيق عندما مررت قانون تجارة الرقيق في عام 1807 (en).
بعد هزيمة فرنسا في الحروب النابليونية، برزت المملكة المتحدة باعتبارها القوة الرئيسية بحرياً واقتصادياً في القرن التاسع عشر (عرفت لندن كأكبر مدينة في العالم 1830-1930)، وبقيت قوة بارزة حتى منتصف القرن العشرين. إلى جانب روسيا وفرنسا و(بعد 1917) الولايات المتحدة الأمريكية، كانت بريطانيا واحدة من القوى الكبرى المعارضة لألمانيا وحلفائها في الحرب العالمية الأولى (1914-1918). لعبت قواتها العسكرية دوراً رئيسياً في كافة أنحاء الإمبراطورية وعدة مناطق في أوروبا وعلى نحو متزايد على الجبهة الغربية (en) وباتالي نمت القوات المسلحة لأكثر من خمسة ملايين عسكري.
عانت الأمة مما يقدر بمليونين ونصف المليون إصابة وانتهت الحرب بديون وطنية كبيرة. بعد انتهاء الحرب تولت المملكة المتحدة من عصبة الأمم الولاية على المستعمرات الألمانية السابقة والدولة العثمانية حيث وصلت الإمبراطورية البريطانية إلى أقصاها، والتي غطت حينها خمس مساحة اليابسة في العالم وربع سكانه. حصل الكساد الكبير (1929-1932) في وقت كانت فيه المملكة المتحدة بعيدة كل البعد عن بعد عن التعافي من آثار الحرب مما أدى إلى معاناة واصطرابات سياسية واجتماعية.
كانت المملكة المتحدة واحدة من الحلفاء الثلاثة الرئيسيين في الحرب العالمية الثانية. بعد هزيمة حلفائها الأوروبيين في السنة الأولى من الحرب، واصلت المملكة المتحدة الحرب ضد ألمانيا النازية في الحملة الجوية المعروفة باسم معركة بريطانيا. بعد الانتصار، كانت المملكة المتحدة واحدة من القوى الثلاث الكبرى التي اجتمعت لرسم عالم ما بعد الحرب. بأي حال، انتهت الحرب العالمية الثانية مخلفة ضرراً اقتصادياً في اقتصاد المملكة. ومع ذلك، ساهم مشروع مارشال والقروض المكلفة من كل من الولايات المتحدة وكندا في مساعدة المملكة المتحدة على التعافي.
شهدت السنوات التالية للحرب تأسيس دولة الرعاية الاجتماعية، بما في ذلك نظام الرعاية الصحية الأول من نوعه في العالم. أدت التغييرات في سياسة الحكومة أيضاً إلى جلب الكثير من الناس من جميع أنحاء الكومنولث لإنشاء بريطانيا متعددة الأعراق (en). وعلى الرغم من تحجيم دور المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية على الساحة السياسية العالمية، الأمر الذي تم تأكيده خلال حرب السويس في العام 1956، فإن الانتشار الدولي للغة الإنجليزية عنى استمرار تأثير الأدب والثقافة، في حين أن ثقافتها الشعبية في ستينات القرن الماضي وجدت أيضاً نفوذاً في الخارج.
بعد فترة من التباطؤ الاقتصادي العالمي والنزاع الصناعي في السبعينيات، شهدت الثمانينيات تدفقاً كبيراً في عائدات نفط بحر الشمال والنمو الاقتصادي. مثلت حقبة رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر تغيراً كبيراً في سياسات المملكة المتحدة عن فترة ما بعد الحرب سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية.
المملكة المتحدة واحدة من الاعضاء ال 12 المؤسسين للاتحاد الأوروبي عند إطلاقه في عام 1992 مع التوقيع على معاهدة ماستريخت. قبل ذلك، كانت عضواً في سلف الاتحاد الأوروبي، السوق الأوروبية المشتركة منذ عام 1973. شهدت نهاية القرن العشرين تغييرات مهمة في نظام حكم المملكة المتحدة مع إنشاء الإدارات المحلية في كل من ايرلندا الشمالية واسكتلندا وويلز بعد إجراء استفتاءات شعبية قبل-تشريعية.
الأربعاء فبراير 08, 2012 12:23 pm من طرف شاهيناز