ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الانقسامات التى يشهدها الجيش اليمنى تعد بمثابة التحدى الأكبر الذى تواجهه صنعاء مع بدء أول يوم من الانتخابات الرئاسية للفترة الانتقالية.
وقالت الصحيفة إن من بين جميع الانقسامات التى تعانى منها هذه الدولة الفقيرة ذات المكانة الاستراتيجية فى منطقة الشرق الأوسط، لا تزال تبرز الانشقاقات فى الجيش على أنها الأخطر.
ونسبت الصحيفة إلى معارضين سياسيين ونشطاء الشوارع ودبلوماسيين غربيين قولهم "إذا استمرت عائلة على عبدالله صالح مصدر قوة، فسيظل صالح أيضا مصدر قوة، وسيعنى هذا عدم حدوث تغيير حقيقى فى الدولة التى تناضل ضد مسلحى تنظيم القاعدة والحركات الانفصالية الجنوبية والمنافسات القبلية والإقليمية المكثفة".
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن الجيش اليمنى انقسم منذ 18 مارس من العام الماضى، عندما قام قناص موال للرئيس اليمنى على عبد الله صالح بقتل أكثر من 50 متظاهرا، حيث أعلن بعدها الجنرال محسن الأحمر، أقوى قائد عسكرى يمنى وحليف رئيسى لصالح، انضمامه للثوار اليمنيين، كما انشق أيضا بعض المسئولين الكبار فى الحكومة وجنود وقبائل مؤثرة إلى صفوف الثوار.
وتابعت الصحيفة أنه منذ انشقاق الأحمر تقوم الفرقة المدرعة الأولى بقيادة الأحمر بحماية الثوار والاشتباك مع قوات الحرس الجمهورى بقيادة نجل صالح، بالإضافة إلى قوات الأمن المركزية بقيادة ابن أخ صالح، حيث قام بتقسيم العاصمة صنعاء وتغطية شوارعها والمنطاق المجاورة لها، وأقام نقاط تفتيش ومصدات.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الانشقاقات جاءت من أجل الإطاحة بأفراد عائلة صالح التى يتولى عدد كبير منها مراكز قيادية فى اليمن لاسيما المراكز العسكرية، منوهة إلى أن المسيرة الاحتجاجية التى قام بها ضباط القوات الجوية اليمنية المنشقون فى العاصمة صنعاء حاملين لافتات مكتوبا عليها شعار "ارحل.. ارحل" - الصرخة المشابهة لثورة هذا البلد التى ناهزت العام- لم تهدف للإطاحة بصالح، بل للإطاحة بأخيه غير الشقيق محمد صالح الذى يرأس القوات الجوية اليمنية. ونقلت الصحيفة عن الضباط قولهم "لن نستسلم حتى الإطاحة بمحمد صالح".
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن ميزر الجنيد - 32 عاما - زعيم الناشطين الشباب فى اليمن قوله "من وجهة نظرنا، وجود أقرباء صالح فى الجيش والمؤسسات العسكرية هى المعضلة الرئيسية أمام أى تحسن فى الأحوال بعد رحيل صالح"، مؤكدا أنه يجب الإطاحة بهم ويجب على اليمن بناء جيش موحد جديد.
ولفتت الصحيفة إلى أنه وفى ظل الانتخابات الرئاسية اليمنية التى بدأت اليوم والتى من المقرر أن يفوز بها عبد ربه منصور الهادى نائب الرئيس اليمنى باعتباره المرشح الوحيد، إلا أن توحيد الجيش اليمنى ستكون واحدة من مهام هادى الرئيسية، حيث إنه تم تأسيس لجنة للقيام بهذه المهمة جنبا إلى جنب مع إخراج القوات المسلحة من صنعاء، لكنها حتى الآن لم تنجح فى القيام بهذه المهمة، إذ تظل قوات التابعة إلى الأحمر والأخرى الموالية لعائلة صالح تظل على موقفها "عدم الثقة فى بعضهم البعض".
وتشهد اليمن اليوم بدء أول انتخابات على منصب الرئيس والتى ترشح لها عبدربه منصور هادى بموجب شروط معاهدة نقل السلطة التى تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث من المقرر أن يتولى هادى منصب الرئاسة خلفا لصالح، الذى يتلقى العلاج فى الولايات المتحدة.
ووافق كل من الحزب الحاكم والمعارضة على اختيار هادى لتولى رئاسة البلاد فى الفترة الانتقالية التى تستغرق عامين، ولذا كان هو المرشح الوحيد على منصب الرئاسة فى اليمن.
الأربعاء فبراير 22, 2012 7:18 am من طرف ALI