يفكر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في حال أعيد انتخابه مرة أخرى رئيسا لفرنسا الاستعانة بالاستفتاءات الشعبية لحسم بعض القضايا الحساسة التي تعرقل تطور المجتمع الفرنسي ومؤسساته حسب تعبيره. ومن بين القضايا المدرجة للاستفتاء تعديل قانون الهجرة وقانون التعويضات المالية للعاطلين عن العمل.
في مقابلة صحفية تنشرها غدا السبت مجلة "لوفيغارو" الأسبوعية، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نيته اللجوء إلى الاستفتاء كوسيلة لحل قضايا اجتماعية واقتصادية حساسة في المجتمع الفرنسي، في حال أعيد انتخابه لولاية رئاسية ثانية في مايو/أيار المقبل.
وقال ساركوزي: "أعتقد أن الطريقة الناجعة لتجاوز العقبات المتواجدة في المجتمع الفرنسي هي اللجوء مباشرة إلى الشعب الفرنسي من خلال تنظيم استفتاءات شعبية"، محددا البطالة والهجرة كمجالين أساسيين بإمكانهما الخضوع لمثل هذا التصويت الشعبي في المستقبل.
وبخصوص البطالة، اقترح ساركوزي تأسيس نظام اجتماعي جديد يسمح للدولة بتقديم تعويضات مالية للعاطلين عن العمل شرط خضوعهم لدورات تدريبية تمكنهم من إيجاد وظيفة أخرى. وسيتم تحديد طبيعة الدورات التدريبية هذه من قبل ممثلي النقابات وأرباب العمل وستطال الدورات المجالات الاقتصادية التي تتوفر فيها فرص عمل.
وبعد شهور من التدريب، على العاطل عن العمل أن يقبل الوظيفة المقترحة عليه، وإلا سيفقد تعويضاته المالية. وهدد ساركوزي باللجوء إلى استفتاء في حال لم تتفق النقابات وأرباب العمل على مثل هذا الإصلاح.
ساركوزي يرفض أي استفتاء شعبي حول التعليم
وفي مجال الهجرة، ينوي الرئيس الفرنسي في حال انتخب لعهدة ثانية اقتراح استفتاء شعبي من أجل تعديل قانون الهجرة وحل مشكلة المهاجرين غير الشرعيين، إضافة إلى إصلاح قانون اللجوء السياسي وقانون الحصول على الجنسية الفرنسية عن طريق الزواج.
بالمقابل، أعلن ساركوزي رفضه إجراء أي استفتاء شعبي حول التعليم والتربية، مكتفيا بالإشارة إلى ضرورة تطوير محتوى الدورات التدريبية التي يقوم بها المعلمون والأساتذة وتحسين أوضاعهم الاجتماعية.
وفي سياق أخر، أعلن نيكولا ساركوزي رفضه التام إعطاء حق الزواج والتبني لمثليي الجنس بحجة أن الزواج ركيزة اجتماعية أساسية في المجتمع الفرنسي. نفس الشيء أيضا بالنسبة لفكرة "القتل الرحيم" التي قال عنها ساركوزي أنها فكرة معادية للحياة وتنتهك كرامة الإنسان وقيمه الأساسية.
أفكار خطيرة للغاية حسب فرانسوا بيرو
ولم تلق أفكار ساركوزي الجديدة تجاوبا كبيرا لدى خصومه السياسيين، لا سيما فرانسوا هولاند الذي تساءل لماذا انتظر طيلة هذا الوقت ليقدم مثل هذه الاقتراحات. من جانبه، اعتبر فرانسوا بيرو مرشح حزب الحركة الديمقراطية أن أفكار ساركوزي خطيرة للغاية كونها تخلق انقسامات ايديولوجية في صفوف الشعب الفرنسي الذي يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الوحدة والالتحام بين جميع أفراده.
وتأتي مقابلة ساركوزي قبل أيام قليلة فقط من الإعلان عن ترشحه لخوض غمار الانتخابات الرئاسية حسب جريدة "لوفيغارو" اليومية وفي وقت تبين جميع استطلاعات الرأي تفوق مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند عليه في الدورة الثانية من الانتخابات
الأربعاء مارس 21, 2012 2:07 am من طرف الكنج