بعد افتتاح الجامعة الألمانية في القاهرة العام الماضي، وضعت وزيرة التعليم والبحث العلمي الألمانية حجر الأساس للصرح الأكاديمي الألماني الثاني في العاصمة الأردنية.
تحت رعاية العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وضعت وزيرة التعليم والبحث العلمي الألمانية إيديلغارد بولمان في العاصمة الأردنية عمان حجر الأساس للجامعة الألمانية الثانية في الوطن العربي. وبهذا تكون الجامعة الألمانية التي ستستوعب منذ بداية العام الدراسي القادم 480 طالبة وطالبا هي الثانية من نوعها في العالم العربي بعد نظيرتها التي افتتحت في العام الماضي في القاهرة. ووصفت الوزيرة الألمانية هذه الخطوة بأنها "مرحلة جديدة على طريق تفعيل الحوار بين الثقافات." وقالت بولمان إنه سيتم تشييد الجامعة وفقا للنظام التعليمي الألماني، الأمر الذي سيساعد على نقل خبرات الجامعات والمعاهد العليا إلى منطقة الشرق الأوسط. وتطرقت الوزيرة إلى هذا النظام بالقول إنه مثلا يُحتذى به" لأنه يجمع بين التعليم الأكاديمي من جهة والخبرات العملية من جهة أخرى. ووفقا لمصادر وزارة التعليم والبحث العلمي الألمانية فإن الجامعة سيكون لها علاقات متينة مع القطاع الخاص وقطاعات الاقتصاد، سواء الأردنية منها أو الألمانية. كما أن الدراسة فيها ستتخللها دورات تدريبية في شركات ومصانع ألمانية.
ربط التعليم بالقطاع الخاص
وشارك في مراسم الافتتاح إضافة إلى الوزيرة الألمانية وزير التربية والتعليم العالي في الأردن الدكتور خالد طوقان ووفد أكاديمي ألماني ضم وزير التعليم في ولاية سكسونيا ونائب رئيس برنامج التبادل الأكاديمي الألماني وعدد من الشخصيات الأكاديمية الأخرى. وعرض الوزير طوقان أمام الضيوف استراتيجية تطوير التعليم العالي في المملكة وسبل الرقي به إلى مستوى أفضل وآليات تطوير النشاط التعليمي المشترك بين بلاده وألمانيا. وركز طوقان في عرضه على فرادة هذه الجامعة وعلى أنه سيكون لها تأثير ليس فقط على الصعيد التعليمي في الأردن، بل في منطقة الشرق الأوسط بأكملها. من جانبها أشارت الوزيرة الألمانية إلى أهمية ربط ودمج التعليم الأكاديمي بالقطاع الخاص. وبينما يحتفظ الجانب الأردني بحقوق بناء الجامعة وتمويل بنيتها التحتية وإدارتها، يتعهد الجانب الألماني بتقديم الخبرة التعليمية للجامعة ودورات تدريبية لطلابها في الشركات والمصانع الألمانية. من الجدير الذكر أن الجامعة تعتبر من أهم المشاريع التعليمية التي تشرف عليها وزارة التعليم والبحث العلمي الألمانية تحت سقف مؤسسة التبادل الأكاديمي الألماني. ولغاية الآن تعتبر الجامعة الألمانية التي افتتحها المستشار الألماني غيرهارد شرورد والرئيس المصري حسني مبارك في العام الماضي في القاهرة هي أكبر مشروع من هذا القبيل.
جامعة القاهرة كانت البداية
جاء تأسيس الجامعة الألمانية في القاهرة نتيجة مبادرة مشتركة من جامعات ألمانية مثل جامعتي أولم ومانهايم. وحسب مصادر الجهات المصرية فإن الجامعة التي تعتبر من أكبر المشاريع الألمانية في الخارج ستستوعب خمسة آلاف طالب. أما بخصوص اختيار مصر مكانا لها فقد صرح رئيس جامعة أولم أحد المشرفين على المشروع ان سوق التعليم أصبح مفتوحا في عصر العولمة وإن الجانب الألماني اختار مصر لأنها تعتبر من الأسواق التعليمية الضخمة، كما أنها قادرة على استيعاب طلبة وافدين من دول عربية أخرى. أما على صعيد مد الجسور بين الثقافتين العربية والأوروبية وتدعيم أسس الحوار بين الثقافتين، فقال المسؤول إن هذا العامل لم يكن مهما عندما بدأ الجانبان بتحويل الفكرة إلى واقع. ولكنه أضاف أن أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر جعلت الجامعة أحد الجسور الرامية إلى هذه الأهداف.