بين 18 و 21 مارس / آذار 2012، يجمع المعرض العالمي للسياحة في "حديقة المعارض/Parc des Expositions" في باريس مجموع العاملين في السياحة الفرنسية والأجنبية من مهنيين وزوار، وينتظر أن يؤمه أكثر من 100 ألف زائر. يمثل هذا المعرض مناسبة فريدة ليتعرف مهنيي السفر والرحلات على الوجهات الجديدة، والثقافات والمذاقات من آفاق متنوعة، تمتد من بولندا إلى جنوب أفريقيا مرورا بكرواتيا ومناطق بروفانس ونورماندي ولورين الفرنسية، وتشرع أبواب المعرض أمام "الرحالة" الفرنسيين من أجل اللقاءات والتعرف على الثقافات.
يستقبل المعرض العالمي للسياحة - "العالم في باريس/"MAP" على مدى أربعة أيام أكثر من 500 مؤسسة عارضة فرنسية وأجنبية (مكاتب سياحة، وكالات تنظيم أسفار، وكالات سفر، جولات عبر البحار، مستكشفي مناطق...) في أكبر وكالة أسفار في فرنسا. ولقد وضع معرض عام 2010 تحت يافطة الثقافة والتراث (المعماري، الفني، الطبيعي، الذوق...) وتخللته محطات بارزة، كما اغتنى بمواضيع جديدة من بينها قرية المعالجة بالماء والهناء، مع عروض سكنية وترفيهية خارجة عن المألوف. بوسع زوار المعرض المترددين بين أماكن مختلفة أو الراغبين بمزيد من المعلومات أو الباحثين عن فرصة جميلة، الحصول على أفضل الإرشادات لتمضية إجازاتهم المقبلة وحتى في أماكن بعيدة.
باريس هي المكان المثالي لتنظيم معرض دولي للسياحة، لأن فرنسا هي وجهة السياح الأولى في العالم ويتصدر الفرنسيون قائمة السياح في أوروبا. فقد بيّن تحقيق قامت به هيئة "العالم في باريس/MAP" أن الثقافة والتراث هما الأساس من أجل تمضية إجازة بالنسبة لـ49 % من الزائرين. ويتواجد في المعرض، العديد من الإختصاصيين المستعدين لتقديم المعلومات الأولية عن أجمل المناطق في العالم وبكل سرور. كما يقترح المعرض سلسلة من المواعيد عبر أفلام وثائقية ومعارض وحفلات متنوعة ومحاضرات، ويمكن أيضا تذوق أطباق خاصة.
تشهد المعالجة بالماء اهتماما كبيرا سواء في فرنسا أم في خارج فرنسا، ولقد قامت هيئة المعرض بتنظيم حيز خاص، إذ يكون بوسع الزوار العثور على أفضل البرامج لمواجهة الضغوطات النفسية، ومن أجل إقامة مهدئة للبال بشكل كامل، كما للحصول على العناوين التي توفر أفضل سبل العناية. يشكل هذا المعرض مملكة الراحة والرفاه، ونستمتع بالراحة الآنية وبجودة العناية وبروعة الأمكنة إذ تتعدد العروض وتتنوع لاستعادة الطاقة أو حتى لفقدان بعض الزيادة في الوزن.
من جديد عام 2010: حيز الأماكن السكنية الجديدة وغير المألوفة، فهناك إمكانية النوم في سيارة من نوع "دو شيفو" جهزت كغرفة، في وسط سوق الأغراض القديمة في سان وان على بعد دقائق من باريس، أو حتى في منارة في كرواتيا حيث جرى تجهيز 11 منارة على بحر الأدرياتيك لاستقبال وإقامة السياح الباحثين عن أجواء حميمة من غير الراغبين بالشواطئ المكتظة.
تحتل روسيا بعد تركيا هذا العام مكانة ضيف الشرف في فرنسا في إطار تنظيم سنة فرنسا- روسيا 2010 وتوفر المناسبة العديد من التظاهرات للتعرف على ثقافة وتراث هذا البلد، إذ هناك مشاريع تعاونية فنية عديدة تضع هذه السنة الفرنسية - الروسية تحت علامة الإبتكار. فقد اجتمع مسرح الأوبرا الوطني في باريس ومسرح بولشوي في موسكو من أجل إنتاج مسرحية أوبرا طُلب من فيليب فينيلون إعدادها حسب "حديقة الكرز" لتشيكوف. كما تستقبل موسكو جولة "الكوميدي فرانسيز" التي تبدأ من سيبيريا وحتى خليج فنلندا. على الصعيد الإقتصادي والتجاري، ستكون فرنسا ضيف الشرف في المنتدى الإقتصادي الدولي في مدينة سانت بطرسبرغ في يونيو/حزيران 2010.
وفي حين تكرم بولندا فريديريك شوبان الموسيقار الرومنسي الكبير المولود لأب فرنسي، يستضيف المعرض منصة بولندية خاصة بشوبان ومعرض "على خطى فريديك شوبان" مع حفلات موسيقية. وتنظم بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاده تظاهرات في فرنسا وفي بولندا خاصة بمناسبة "يوميات الجنون" في وارسو ومباراة دولية في العزف على البيانو (وارسو وجوراها). من جهة أخرى، تطلق مدينة شاتورو (في فرنسا) احتفالاتها بحفل موسيقي كبير يجمع قرابة ستين عازف بيانو من أصحاب الشهرة العالمية يقدمون أجمل معزوفات العبقري. وهناك أيضا حفلات موسيقية ومنشورات وأحداث سمعية بصرية مع معارض في "مدينة الموسيقى" في باريس وفي مختلف أرجاء فرنسا مع ندوات تطبع هذا الحدث الكبير.
تراث آخر وثقافة أخرى في جنوب أفريقيا التي تستضيف بين 11 يونيو/حزيران و11 يوليو/تموز البلدان الـ31 المشاركة في كأس العالم في كرة القدم، ويقدم العديد من العروض لهواة كرة القدم حيث يكون بوسعهم بفضل العاملين في مجالات السفر التعرف على المعالم السياحية في هذا البلد الرائع.
من جهة أخرى، تحصل السياحة المسؤولة أو التضامنية على المزيد من الإهتمام الشعبي، ويعرض العاملون في السفر والرحلات أماكن بيئية للسكن تحمل علامة (جودة بيئية عالية) لمصالحة شوق السفر مع العمل الإنساني. في فرنسا وفي الخارج هناك الـ"ووفينغ" - التعبير المستمد من (العاملين المتطوعين في المزارع البيولوجية) وهي طريقة جديدة في السياحة : إذ يستضاف السائح ويحصل على السكن والطعام في كنف عائلة في جنوب شرق وجنوب-غرب فرنسا مقابل المشاركة في العمل في الأرض.
وفي الختام ثمة دعوة لإكتشاف: افتتاح مركز بوبور في مدينة ميتز، والجولة التاريخية على خطى يوليوس قيصر في 11 مدينة و27 متحفا أثريا وتاريخيا و19 موقعا من العصر الغالو-روماني بين نهر الرون والبحر الأبيض المتوسط التي تنظمها منطقة بروفانس-ألب-كوت دازور. أما منطقة النورماندي فتحتفي بمدرسة الإنطباعية في الرسم بمختلف أشكالها بين شهري يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول من خلال معرض منشود تحت عنوان : مدينة للإنطباعية : موني، بيسارو، غوغان في روان.
أنّيك بيانكيني / Annik Bianchini
موقع إنترنت : المعرض العالمي للسياحة
www.lemondeaparis.com
الجمعة مارس 23, 2012 5:25 am من طرف الكنج