بعد عامين من الأشغال، دشن العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس شركة "رينو" لصناعة السيارات كارلوس غصن اليوم الخميس شركة جديدة بمدينة طنجة المغربية – شمال المغرب- تعتبر الأولى من نوعها في منطقة المغرب العربي من حيث الحجم والواقعة في منطقة الملوسة للتبادل الحر التي تبعد ثلاثين كلم عن ميناء طنجة المتوسطي.
دشن العاهل المغربي محمد السادس ورئيس شركة "رينو" لصناعة السيارات شركة جديدة في طنجة شمال المغرب. ومن المتوقع أن تنتج هذه الشركة على المدى القريب حوالي 150 ألف سيارة من نوع "داشيا" سنويا قبل أن ترفع إنتاجها إلى حوالي 300 ألف سيارة بفضل سلسلة إنتاج ثانية في نهاية عام 2013 حسب الصحيفة الحكومية المغربية "صباح الصحراء والمغرب" الناطقة بالفرنسية والتي ذكرت أن تكلفة هذا المشروع تتجاوز مليار يورو.
توفر عمالة رخيصة وسياسة ضريبة مشجعة
من جانبه، أشار كاميل ساري وهو أستاذ جامعي وخبير في الاقتصاد العالمي والمغاربي أن 10 بالمئة من الإنتاج موجه للسوق المغربية و90 بالمئة مخصص للأسواق الأوروبية والعالمية، مضيفا أن عوامل اقتصادية واجتماعية عديدة جعلت شركة "رينو" تختار المغرب لبناء هذه الشركة، أبرزها توفر عمالة رخيصة وسياسة ضريبية مشجعة وجذابة للاستثمار الأجنبي، إضافة إلى مساعدات إضافية أخرى تقدمها الحكومة المغربية لرينو مثل إعفاءها من الضرائب لمدة خمس سنوات وانخفاض نسبة الضرائب المفروضة على عمليات تصدير السيارات المصنعة بالمغرب.
وأضاف ذات المحلل: بالطبع كانت شركة "رينو" راغبة في الاستثمار في الجزائر كونه بلد غني، لكن الظروف الاقتصادية والاجتماعية لم تسمح بذلك، معلنا أن هذا المشروع سيوفر حوالي 8000 فرصة عمل بشكل مباشر و25000 فرصة عمل بشكل غير مباشر، كما سيساعد على تنشيط الحركة الاقتصادية في ميناء طنجة المتوسطي وسيجلب مشاريع عالمية أخرى.
المصنع يشكل بوابة دخول إلى أفريقيا
من جهته، قال مشال فابر ديبوز مدير شركة "رينو" في المغرب نقلا عن صحيفة "صباح الصحراء والمغرب" أن "ما يقارب 2000 موظف سيقومون بتشغيل هذه الشركة في البداية، من بينهم 230 مهندسا من فرنسا ورومانيا واسبانيا وتركيا، لكن هذا العدد سيزداد في الأشهر أو السنوات المقبلة".
من ناحيته، أوضح جان كريستوف كوغلر الذي يشرف على منطقة أوروبا والمتوسط في رينو لفرانس برس أن المصنع المغربي يشكل "بوابة دخول إلى أفريقيا وبفضل ميناء طنجة لديه إمكانية على التصدير".
وإلى ذلك، يرى متتبعو الشأن الاقتصادي المغربي أن هذا المصنع الجديد يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للمغرب الذي يأمل في تطوير صناعة سيارات تقريبا غائبة بشكل شبه كامل اليوم باستثناء مصنع سوماكا في الدار البيضاء التي تسيطر عليه رينو أيضا
خيار خطير غير مقبول بالنسبة لوزير الصناعة الفرنسي
لكن إذا كان تشييد هذا المصنع يرضي سلطات المغرب وشعبه، فالنقابات الفرنسية تخشى أن ينافس الإنتاج الذي سيتم تصدير 85 بالمئة منه، نموذجين منتجين في فرنسا وهما سيارة سينيك العائلية والصناعية كانغوو (الشاحنة الصغيرة).
واتهم وزير الصناعة اليميني كريستيان استروزي الخميس رينو بممارسة "سياسة إغراق اجتماعي"، معتبرا أنه خيار "خطير لا يقبل".
الأربعاء مارس 21, 2012 2:19 am من طرف الكنج