تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في ختام قمة اجتماعية عقدت في الإليزيه بتخصيص 500 مليون يورو لمواجهة ارتفاع معدلات البطالة في فرنسا, ولكنه لم يتطرق إلى التدابير الخاصة بتمويل الضمان الاجتماعي ولا تلك المتعلقة بالسكن.
يعرض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اظهرت استطلاعات الرأي تراجع شعبيته اجراءات الطوارئ لمكافحة البطالة امام النقابات وارباب العمل على امل الحصول على تاييد قبل ثلاثة اشهر من موعد الانتخابات الرئاسية.
وجرى اللقاء في اجواء من التوتر بعد قرار وكالة التصنيف الائتماني "ستاندارد اند بورز" مساء الجمعة خفض تصنيف فرنسا، وارتفاع نسبة البطالة في البلاد الى 10%.
وقال ساركوزي الذي لم يعلن بعد رسميا ترشحه للانتخابات الرئاسية لولاية ثانية، في كلمة لافتتاح القمة امام الورزاء والنقابات وارباب العمل ان "خطورة الازمة تملي علينا اتخاذ قرارات".
وقال معلقا على الاقتراع الرئاسي في 22 نيسان/ابريل والسادس من ايار/مايو "لا يمكننا ان ننتظر الاستحقاقات السياسية لاتخاذ القرارات".
وجعل ساركوزي من استحداث ضريبة قيمة مضافة اجتماعية، اولوية في نهاية ولايته الرئاسية واحدى اوراقه الاخيرة لاعادة انتخابه في وقت تعتبر استطلاعات الرأي انه سيهزم امام المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند.
لكن اليسار وقسما من اليمين وكذلك النقابات تعارض بشدة استحداث ضريبة قيمة مضافة اجتماعية. ووحدهم ارباب العمل يؤيدون ذلك لكن بشروط.
وفي خطابه لم يذكر ساركوزي استحداث ضريبة قيمة مضافة اجتماعية لكنه شدد على ضرورة خفض كلفة العمل "من خلال تنويع مصادر تمويل" الضمان الاجتماعي.
وانتقد ساركوزي بشدة "تراجع المنافسة" في الشركات الفرنسية وجمود سوق العمل.
وشاركت نقابات العمال في هذه القمة على مضض لانها تخشى من ان تتم اعادة النظر في النموذج الاجتماعي الفرنسي.
واعلن فرنسوا شريك الرجل الاول في الكونفدرالية الديموقراطية الفرنسية للعمل (اصلاحي) ان "خسارة فرنسا تصنيفها الثمين +ايه ايه ايه+ يجب الا يسمح للحكومة باعادة النظر في نموذجنا الاجتماعي".
وقال الامين العام للقوة العمالية (اصلاحي) جان كلود مايي "لا يمكننا الغوص في منطق خاطىء اقتصاديا وخطير اجتماعيا".
وحول قضايا التمويل اكد ساركوزي "تصميمه التام على التحرك في موضوع فرض ضريبة على المعاملات المصرفية" مشيدا بانه "نجح في اقناع المانيا واسبانيا" بذلك.
واقترح ساركوزي "اجراءات فورية لحماية الوظائف" وتحسين تدريب العاطلين عن العمل قبل ان يتطرق الى مسألة السكن الحساسة.
وعلقت وسائل الاعلام على كل هذه المشاريع التي تم طرحها على بساط البحث قبل الاجتماع، ورأى بعضها انها استراتيجية يعتمدها مرشح لحملته الانتخابية.
وكتبت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية انها "استراتيجية ترمي الى اشعال عدة حرائق للتأثير على الخصوم واقناع الفرنسيين بان هناك مسؤولا واحدا قادرا على اخمادها وانقاذهم".
اما صحيفة "لوفيغارو" اليمينية فنشرت مقابلة مع وزير الابحاث لوران فوكييز الذي قارن بين مقاربة ساركوزي ومنافسه الرئيسي فرنسوا هولاند الذي يريد "زيادة النفقات وفرض ضريبة على الطبقات المتوسطة لتسديدها".
الأربعاء مارس 21, 2012 2:23 am من طرف الكنج