نشرت الصحيفة تحليلاً عن دور روسيا والصين فى المنطقة العربية، تحت عنوان "الربيع العربى يحمل تحذيراً لبكين وموسكو"، خاصة تلك الأخيرة التى استفادت بشكل ضخم من الصفقات التجارية التى أبرمتها مع سوريا، والتى لا تزال المورد الأساسى للأسلحة لها، تقول الصحيفة، تستفيد الأنظمة الاستبدادية من الوضوح، فهى تعرف ما لا تريده، ويعرف الجميع من أين تأتى تلك الأنظمة، ولعل الأمر الوحيد الذى يثير الدهشة فى التصويت الذى شهده مجلس الأمن بشأن سوريا، والذى تم فيه استخدام حق الفيتو من جانب روسيا والصين، هو أن أحدا لم يندهش.
فنهج بكين فى استخدام الدبلوماسية، وهو أقل تشدداً من موقف موسكو، شفاف وواضح، فالصين ترفض ما تعتبره الأولويات الغربية فى الأمم المتحدة، وتعزلها قوتها العالمية عن غضب الأمم المتحدة، لكن هذا ليس نفس الحال بالنسبة لروسيا، القوى العظمى السابقة التى لا تزال تتوهم بعظمتها، وأعرب المسئولون الأمريكيون عن شعورهم إزاء الموقف الروسى من الأزمة السورية بكلمة "الإشمئزاز" التى استخدمتها مندوبة الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة سوزان رايس.
وترى الصحيفة أن الرئيس الروسى القادم، فلاديمير بوتين لديه أسباب كثيرة لهذا الموقف المعادى لأمريكا، فروسيا استفادت على مدار عقود من كثير من الصفقات التجارية مع روسيا، وهى المورد الأساسى للأسلحة لها مع عقود بقيمة 3 مليارات دولار على الأقل، تشمل صواريخ كروز مضادة للسفن وطائرات مقاتلة وغيرها، وتم تسليم شحنة أسلحة قبل بضعة أسابيع، فى حين قامت ثلاث سفن حربية روسية بزيارة ميناء طرطوس.
والزيارة التى سيقوم بها وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف لدمشق هدفها إثبات أنه يوجد بديل لعداء الغرب، ومن الممكن أن تحاول روسيا خطة لانتقال الحكم فى سوريا، مثل تلك التى رحل بها الرئيس اليمنى على عبد الله صالح.
وترى الصحيفة أن ما تفعله روسيا فى الأزمة السورية ليس ببعيد عن سياستها الداخلية، فى الوقت الذى تستعد فيه لانتخابات الرئاسة الذى يريد فيها بوتين أن يعود إلى منصبه كرئيس، هذا لو كان قد تركه بالأساس، وعندما يحدث ذلك، سيسعى بوتين إلى توطيد سلطته على مدار العقد القادم وحتى ما بعده، لكن الخوف هو أن يواجه حملة التخويف والترهيب التى تقوم بها قوات أمنه بإرقامة للدماء إذا نزلت الحشود إلى الشوارع، مثلما حدث فى أعقاب الانتخابات البرلمانية.
الجمعة فبراير 10, 2012 3:27 am من طرف mamy