ستكون كرواتيا وأيرلندا، التي تعود آخرمشاركة لها في كأس أوروبا إلى 1988، في مهمة صعبة في المجموعة الثالثة التي تضم أيضا المنتخب الأسباني حامل لقب البطولة، والمنتخب الإيطالي الذي استعاد عافيته بعد نكسة جنوب إفريقيا.
يعتبر المنتخب الأسباني، بطل العالم وحامل لقب كأس الأمم الأوروبية لعام 2008، أبرز المرشحين للفوز بلقب البطولة المقبلة (يورو 2012)، والتي تقام في بولندا وأوكرانيا بين الثامن من حزيران/ يونيو وأول تموز/ يوليو. وفي حال تمكن المنتخب الأسباني من الحفاظ على لقبه، سيكون أول منتخب يفوز باللقب الأوروبي مرتين متتاليتين. وقد تمكن المنتخب الأسباني من الوصول إلى النهائيات خلال مشوار تصفيات رائع، بعد أن فاز في جميع المباريات الثمانية التي خاضها في طريقه إلى التأهل. وهو ما يدل على أن شهية "الماتادور" مازالت مفتوحة لحصد المزيد من الألقاب.
ثلاثة وجوه جديدة فقط في تشكيلة الأسبان
المدير الفني للمنتخب الأسباني، فيسنتي ديل بوسكي، واصل وضع ثقته في أغلب اللاعبين الذين ساهموا في التتويج سواء بكأس أوروبا 2008 أو كأس العالم 2010. وينتمي أغلبهم إلى ريال مدريد بطل الدوري الأسباني وبرشلونة الحائز على كأس الملك. ولذلك، فقد اكتفى بتوجيه الدعوة لثلاثة وجوه جديدة فقط. ويتعلق الأمر بالمدافعين جوردي ألبا (فالنسيا)، وخوانفران (أتليتيكو مدريد) والمهاجم ألفارو نيغريدو (إشبيلية). وقد يكون غياب قلب الدفاع كارلوس بويول، والهداف دافيد فيا بسبب الإصابة، ما دفع ديل بوسكي إلى دعوة لاعبين جدد.
إيطاليا تعتمد على جيل جديد من اللاعبين
وسيلعب المنتخب الأسباني مباراته الأولى، ضمن المجموعة الثالثة في البطولة، يوم 10 يونيو/ حزيران على أرضية ملعب غدانسك أمام المنتخب الإيطالي، الذي يبدو أنه قد تعافى من خروجه الكارثي من الدور الأول في كأس العالم بجنوب إفريقيا. فبعد تسلم المدير الفني تشيزاري برانديللي قيادة المنتخب الإيطالي، تمكن من إعادة ترميم صفوفه وإعادة الثقة للاعبيه. وظهر ذلك جليا في التصفيات التي حسم خلالها "الأزوري" في أمر التأهل إلى النهائيات بكل سهولة. إذ تمكن الفريق الأزرق من الفوز في ثمان مباريات وتعادل في مباريتين. ويعتمد المدرب برانديللي على جيل جديد من الشباب مثل كلاوديو ماركيزيو (يوفنتوس)، وماريو باليتيللي (مانشستر سيتي)، وبابلو دانييل أوسفالدو (أ س روما) إضافة إلى تياغو موتا ( إنتر ميلان). ويأمل المنتخب الإيطالي بجيله الجديد، الذي يقوده حارس المرمى المخضرم جيان لويجي بوفون، في تحقيق المفاجأة والفوز بالكأس القارية للمرة الثانية في تاريخه بعد أن سبق وأحرزها عام 1968.
كرواتيا تضع ثقتها في لاعبي البوندسليغا
وتضم المجموعة الثالثة إلى جانب المنتخبين الأسباني والإيطالي منتخبي كرواتيا وإيرلندا. وقد احتاج الفريقان إلى خوض الملحق الفاصل من أجل التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية. وقد حسم المنتخب الكرواتي أمر تأهله بعدما فاز على تركيا خارج قواعده بثلاثية نظيفة، وتعادل معها على أرضه دون أهداف. وبحسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يحتل المنتخب الكرواتي المركز الثامن في ترتيب الفرق العالمية. ويعتمد المدير الفني للمنتخب الكرواتي سلافن بيليتش بشكل كبير على اللاعبين الكروات الذين يلعبون في الدوري الألماني. ومن بينهم ماريو ماندتشوكيتش (فولفسبورغ)، وإيفيكا أوليتش ودانييل برانييتش (بايرن ميونيخ)، وملادن بيتريش وإيفو إليسفيتش (هامبورغ)، إضافة إلى إيفان بيريزيتش (دورتموند). ويأمل اللاعبون الكروات في تقديم مستوى طيب خلال البطولة، كهدية وداع لمدربهم بيليتش، الذي سيترك تدريب المنتخب الكرواتي مع انتهاء البطولة.
عودة إيرلندا بعد غياب دام 24 عاما
أما المنتخب الإيرلندي، فتمكن من الوصول إلى نهائيات كأس أمم أوروبا على حساب منتخب إستونيا الذي فاز عليه في عقر داره بأربعة أهداف نظيفة، وتعادل معه بميدانه بهدف لمثله. وسيقود المنتخب الأيرلندي خلال نهائيات يورو 2012 قائده المخضرم روبي كين الذي يلعب حاليا لفريق لوس أنجليس غلاكسي الأمريكي. ويدرك المنتخب الأيرلندي صعوبة المهمة في المجموعة القوية التي يتواجد فيها، إلا أن المدرب الايطالي جيوفاني تراباتوني ولاعبيه عاقدين العزم على بذل كل الجهود للدفاع عن حظوظهم للتأهل للدور الثاني، خاصة وأن المنتخب الإيرلندي لم يشارك في المنافسة منذ 1988.