قبيل انطلاق بطولة نهائيات كأس الأمم الأوروبية، أكد مدرب المنتخب الألماني أن بلاده لن ترض عن اللقب بديلا، غير أن مهمة المانشافت لن تكون أبدا يسيرة داخل "مجموعة الموت" التي تضم أيضا منتخب البرتغال وهولندا والدنمارك.
أمام المنتخب الألماني لكرة القدم مهمة صعبة عند انطلاق نهائيات كأس الأمم الأوروبية في الثامن من حزيران/ يونيو وستستمر إلى غاية الأول من تموز/ يوليو في كل من بولندا وأوكرانيا. فقد أوقعت القرعة المانشافت في المجموعة الثانية التي تعتبر الأقوى والأكثر سخونة من بين المجموعات الأربع في الدور الأول. ويكفي أنها تضم إلى جانب منتخب ألمانيا منتخب هولندا وصيف بطل العالم، إلى جانب البرتغال والدنمارك.
وستبدأ المهمة الألمانية في التاسع من الشهر القادم أمام منتخب البرتغال، ثم بعد ذلك أمام هولندا، لتكون الدنمارك المحطة الأخيرة في دور المجموعات. وأثناء فترة الاستعدادات أكد يوآخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني أنه يسعى "للظفر باللقب، بعدما أنهى البطولات السابقة سواء من المركز الثالث (مونديال ألمانيا 2006 وجنوب إفريقيا 2010)، أو مركز الوصيف (يورو 2008)".
البداية برتغالية
لا يعد المنتخب البرتغالي الرقم الأصعب في تلك المجموعة، لكنه ومن دون أدنى شك منتخب يتوفر على إمكانيات كبيرة ويضم نجوما من الطراز العالمي وعلى رأسهم مهاجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو.
وإذا كان المنتخب البرتغالي قد واجه مشاكل جمة أثناء التصفيات المؤهلة للبطولة،حين انهزم أمام الدنمارك في المباراة المصيرية في كوبنهاغن (2-1)، فإنه تأهل وبسهولة لخوض غمار النهائيات إثر تغلبه على نظيره البوسني في مباراة الملحق.
ويعود الفضل في ذلك إلى مدرب سبورتنغ لشبونة السابق باولو بينيتو الذي تولى مهام تدريب منتخب بلاده خلفا لكارلوس كيروز. وقد امتدح كريستيانو رونالدو أداء مدربه بالقول، إنه "ضخ دماء جديدة، وحقق اختراقه، فتحت الباب لعهد جديد داخل المنتخب".
بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه يتجلى في مدى قدرة البرتغال الفعلية على تحقيق المعجزة والظفر باللقب القاري؟
إن المتتبع لطريقة لعب الفريق، يدرك أن المدير الفني للمنتخب البرتغالي ومهما اختلف اسمه يضع خطة تكتيكية يشكل كريستيانو رونالدو محورها الأساسي، الأمر الذي يجعل أداء منتخب البرتغال في السنوات الأخيرة مرتبطا بشكل كبير بمهاجم ريال مدريد.
ويعتمد بينيتو خطة هجومية، قد تشرك حتى أجنحة الدفاع إذا ما سنحت الفرصة لذلك. غير أن نقطة ضعف المنتخب البرتغالي تكمن في حارس المرمى ادواردو الذي انتقل ابتداء من الموسم الماضي للعب في صفوف بنيفيكا على سبيل الإعارة، لكنه لم يشارك طيلة هذا الموسم في أي من مباريات الفريق.
وإذا ما استعنا بلغة الأرقام، فإن المنتخب الألماني في وضع أكثر راحة، إذ أنه فاز في ثماني مباريات، مقابل ثلاث هزائم، في مجموع 16 مباراة أمام نظيره البرتغالي.
التحدي هولندي
وتعد ألمانيا وهولندا من أقوى المنتخبات المرشحة لنيل لقب البطولة القادمة إلى جانب منتخب إسبانيا. وبات جمهور المنتخب الهولندي واثق أكثر من أي وقت مضى في قدرة منتخب بلاده على انتزاع اللقب الذي غاب عن سجله منذ 24 عاما. والسبب يعود إلى خط هجومه القاتل، المكون من كلاس يان هونتلار، لاعب شالكه ومتصدر قائمة هدافي الدوري الألماني. بالإضافة إلى فان بيرسي، هداف أرسنال الذي اختير كأفضل لاعب في الدوري الانكليزي.
ولا يعد فان بيرسي وهونتلار أسلحة المدرب بيرت فان مارفييك الوحيدة، وإنما هناك أسماء أخرى لا تقل خطورة عن الاثنين وتتمثل في آريين روبن، ويسلي سنايدر ورافائييل فان دار فارت وديرك كويت.
وهو ما مكن المدرب المرموق من إنهاء مرحلة التصفيات برصيد خيالي بلغ 37 هدفا في شباك الخصم مقابل ثمانية أهداف فقط دخلت شباك المنتخب الهولندي، ما يؤكد أن الفوز بلقب يورو 2012 لا يمكن حسمه إلا عبر بوابة المنتخب الهولندي.
بيد أن نقطة ضعف المنتخب "البرتقالي" تكمن في مركز الظهير الأيسر بعد إصابة لاعب أيندهوفن إريك بيترس بسبب الإصابة، كما أن عددا من المراقبيين يعتبرون أن قلب الدفاع المتمثل في لاعب أيفرتون الإنكليزي ولاعب ملقا يوريس ماتيزين يمثلان نقطة ضعف إضافية بالنسبة لوصيف بطل العالم.
المنافس الدنماركي
يعتبر المراقبون أن المنتخب الدنماركي الحلقة الأضعف داخل "مجموعة الموت" هذه، لكونه الأقرب إلى الخروج من الدور الأول. لكن مباريات التصفيات خاصة أمام البرتغال أثبتت جليا أن الدنمارك لن يستكين في بطولة من هذا الحجم. ميزة المنتخب الدنماركي أنه يعتمد على روح الفريق أكثر من اعتماده على نجوم كبار وأسماء رنانة في عالم كرة القدم، وعادة ما يعتمد على خطة 4-3-3.
وحسب مدرب المنتخب مورتون أولسون، يتواجد لاعبوه في وضع أكثر راحة من الفرق الأخرى لأنهم غير مطالبين بالتأهل إلى دور الثمانية، وهو ما قد يساعدهم على "تفجير مفاجأة" من العيار الثقيل، كتلك التي حققوها عام 1992 حين أحرز المنتخب الدنماركي لقب البطولة الأوروبية لأول مرة في تاريخه، بعدما دخل المسابقة كبديل عن منتخب يوغوسلافيا.