تمكنت مرشحة الحزب اليميني الفرنسي المتطرف مارين لوبان من تحقيق إنجاز غير مسبوق لحزب الجبهة الوطنية بعد أن حصلت على 17,90 بالمئة من أصوات الناخبين الفرنسيين ما يدعم وجود حزبها في الساحة السياسية الفرنسية، وذلك بعد 10 سنوات من المفاجأة التي حققها والدها جان ماري لوبان في 2002 بمروره إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.
حققت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن بوصولها الى المرتبة الثالثة في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية هدفها القاضي بفرض نفسها خلال بضعة اشهر على رأس حزب نجحت في اخراجه من دائرة المحرمات، محققة نتيجة تاريخية تضع اليمين المتطرف في صلب الحياة السياسية.
ومع حصولها على اصوات حوالى خمس الناخبين (18,01% بحسب النتائج شبه النهائية الرسمية) في الدورة الاولى، تمكنت النائبة الاوروبية التي نشات في ظل والدها جان ماري لوبن مؤسس احد احزاب اليمين المتطرف الاقوى في اوروبا، من فرض نفسها بشكل دائم في المشهد السياسي الفرنسي.
ولم يسبق لاي حزب من اقصى اليمين في فرنسا ان يحقق مثل هذه النتيجة في انتخابات وطنية.
وبعد عشر سنوات على المفاجأة الكبرى التي احدثها والدها بانتقاله الى الدورة الثانية، فان مارين لوبن تخطته من حيث عدد الناخبين ونسبة المقترعين لها.
وهي تجاوزت بسبع نقاط النتيجة التي حققها في انتخابات 2007 التي فاز فيها الرئيس نيكولا ساركوزي وقد صرح جان ماري لوبن فور صدور النتائج "لقد سلمتها القيادة".
واعلنت مارين لوبن مساء الاحد "هذه الليلة تاريخية".
وقالت مخاطبة ناشطيها في باريس "نحن المعارضة الوحيدة في وجه اليسار الفائق الليبرالية، المتخاذل والمناصر للحريات الشخصية".
وتابعت "ان معركة فرنسا لا تزال في بدايتها، لن يعود شيء كما كان" معتبرة انها "اسقطت هيمنة الحزبين، حزبي المصارف والمال والشركات المتعددة الجنسيات والتخاذل والاستسلام".وستعلن مارين لوبن في الاول من ايار/مايو عن موقفها بالنسبة للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في السادس من الشهر، بعدما كانت حذرت خلال الحملة من انها لن تدعو الى تجيير اصواتها الى الرئيس المنتهية ولايته.
ويتساءل المراقبون الان الى اين يمكن ان تصل هذه السياسية البالغة من العمر 43 عاما، بعدما كان الخبراء يتوقعون بين 1972 و2011 حين كانت الجبهة الوطنية بقيادة جان ماري لوبن المعروف بتصريحاته العنصرية والمعادية للسامية، الا يصل الحزب الى عتبة 20% من الاصوات.
وكانت استراتيجية ابنته التي تسلمت مقاليد الحزب في كانون الثاني/يناير 2011 تهدف الى تفكيك اليمين لتصبح هي "مركزه" الجديد وكانت تامل في تحقيق اكثر من 20% من الاصوات.
والهدف الحقيقي هو تحويل الجبهة الوطنية الى حزب مؤهل لتولي الحكم وليس مجرد حزب معارض.
وبنت مارين لوبن التي تتقن خوض السجالات وتفيض حيوية ولا تتخلى عن ابتسامتها في مطلق الحالات، حملتها الانتخابية على مشكلتين تثيران قلق الفرنسيين وهما البطالة ونقل مراكز الشركات الصناعية الى الخارج.
وركزت المحامية السابقة على الحمائية والخروج من اليورو، الى جانب الاهداف الثلاثة المعهودة لهجماتها: النخب والمهاجرون والاسواق المالية.
وكانت النائبة الاوروبية التي وصفتها والدتها نفسها بانها "لوبن بشعر طويل" خاضت السباق الانتخابي على راس حزب طهرته جزئيا على الاقل من اعضائه المعادين للسامية والكاثوليكيين المتطرفين.
وبدأت مارين لوبن المطلقة والام لثلاثة اولاد العمل السياسي عام 1993 في سن الرابعة والعشرين مرشحة للانتخابات التشريعية في باريس بعدما درست القانون في جامعة اساس في باريس حيث تنشط تاريخيا مجموعات صغيرة من اليمين المتطرف.
وباشرت مارين لوبن التي يعتبرها قدامى زعماء الجبهة الوطنية هاوية نواد ليلية ووصولية وتفتقر الى الثقافة السياسية، صعودها السياسي المتواصل بدعم قوي من والدها.
وتحت شعار الدفاع عن العلمانية، ركزت خطابها على المسلمين، مطلقة مؤخرا جدلا حول اللحم الحلال في فرنسا.
وهي تطرح نفسها متحدثة باسم "المنسيين" والطبقات الوسطى والشعبية التي تشعر بشكل متزايد انها مهمشة.