تصدر مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند نتائج الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى بعد حصوله على 28.40 بالمئة من الأصوات فيما جاء ساركوزي في المرتبة الثانية بـ25.50 بالمئة من الأصوات. مارين لوبات من جهتها أحدثت المفاجأة بعد أن حصلت على 20 بالمئة من الأصوات لتحتل بذلك المرتبة الثالثة.
أظهرت النتائج الأولية للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية تقدم مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي حصل على 28.4 بالمئة من الأصوات على الرئيس الفرنسي ومرشح "حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية" نيكولا ساركوزي الذي حاز على 25.5 بالمئة. فيما حلت زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبان في المرتبة الثالثة مع 20 بالمئة من الأصوات يليها في المرتبة الرابعة ممثل جبهة اليسار جان-لوك- ملنشون الذي نال 11.7 بالمئة من الأصوات.
ووصفت سلين براك، وهي نائب مدير معهد "بي في اي" للاستطلاع هذه النتائج بالمخيبة للآمال بالنسبة لنيكولا ساركوزي الذي رمى بكل ثقله في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية لاحتلال المرتبة الأولى حسب تعبيرها. وقالت سلين في تصريح هاتفي لفرانس 24: "احتلال ساركوزي للمرتبة الثانية هو إخفاق سياسي جديد ودليل على أنه لم يتمكن من التواصل مع الشعب الفرنسي".
وأضافت براك أن الرئيس المنتهية ولايته سيكون في وضع حرج جدا في الجولة الثانية كون احتياطي الأصوات في معسكر اليمين أقل مما هو عليه في معسكر اليسار، مشيرة أن على ساركوزي أن يقنع بين الدورتين مرشحي الجبهة الوطنية –يمين متطرف - وحزب الحركة الديمقراطية – وسط- بقيادة فرانسوا بايرو بضرورة التصويت لصالحه إذا أراد أن يقلب الموازين وهذا شيء ليس بالسهل".
من جهته، أكد جان إيف كامو، وهو باحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية "اريس" أن احتلال هولاند صدارة الترتيب في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية ليس بالمفاجأة، موضحا أن الجولة الثانية ستكون صعبة جدا لأن الفرق في النقاط ليس كبيرا. وأضاف إيف كامو أن المواضيع الاقتصادية مثل البطالة والقدرة الشرائية هي التي ستحتل جميع النقاشات وخطابات المرشحين بين الجولتين، موضحا أن بإمكان ساركوزي أن يتصدر الترتيب في الجولة الثانية في حال استفاد من احتياطي أصوات اليمين المتطرف كلها لكن هذا صعب لأن مارين لوبان لن تطلب من مناصريها التصويت لصالح ساركوزي.
وإلى ذلك، أضاف صديق حجي وهو كاتب وصحافي ومتخصص في الشؤون الفرنسية أن حلول هولاند في المرتبة الأولى كان أمرا متوقعا، مضيفا أن هولاند يملك حظا كبيرا بالفوز بالانتخابات الرئاسية في 6 مايو المقبل لأن ناخبي اليمين المتطرف لن يصوتوا في الدورة الثانية بأغلبيتهم لصالح ساركوزي في حين سيصوت أنصار اليسار سواء كانوا تابعين لجبهة اليسار التي يتزعمها جان-لوك ملنشون أو أحزاب اليسار المتطرف كلهم لصالح هولاند.
ورغم توقعات استطلاعات الرأي التي أعطت الصدارة لهولاند في عدة مرات، إلا أن مرشح الحزب الاشتراكي الذي بدأ حملته الانتخابية منذ سنة تقريبا يفضل أن يبقى حذرا في تفاؤله. وقال في آخر يوم من حملته الانتخابية في مدينة "شارل فيل مزيير" "لا شيء محسوم" بعد، فيما دعا إلى التعبئة لحشد الأصوات في الجولة الأولى لتعميق الفارق مع منافسه نيكولا ساركوزي. وكان هولاند دعا مناضلي اليسار إلى التصويت في الدورة الأولى لصالح المرشح الذي يملك أكبر قدر من الحظ في الوصول إلى الدورة الثانية.
أما نيكولا ساركوزي فرغم اعترافه بارتكاب أخطاء، لم يتمكن من محو تدهور شعبيته وصورته "كرئيس للأغنياء". وبالرغم من أنه ركز حملته الانتخابية على الأمن والهجرة وقدم نفسه على أنه الرئيس الذي جنب فرنسا الغرق في أزمة اقتصادية مثلما حدث في اليونان، إلا أن نداءاته المتكررة لم تلق أذانا صاغية من قبل الشعب الفرنسي الذي يبدو أنه يريد التغيير.